وقال أبو السعود :
وقولُه تعالَى :﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ موسى ﴾
كلامٌ مستأنفٌ واردٌ لتسلية رسولِ الله ﷺ من تكذيبِ قومِه بأنَّه يُصيبُهم مثلُ ما أصابَ من كانَ أَقْوى منهُم وأعظمَ. ومَعْنى هلْ أتاكَ : إنِ اعتُبرَ هذا أولَ ما أتاهُ عليه الصلاةُ والسلامُ من حديثِه عليه السلامُ ترغيبٌ له عليه الصلاةُ والسلامُ في استماعِ حديثِه كأنَّه قيلَ : هل أتاكَ حديثُه أنَا أُخبرَك بهِ وإنِ اعتُبرَ إتيانُه هذا وهُو المتبادرُ من الإيجازِ في الاقتصاصِ حملَهُ عليه الصلاةُ والسلامُ على أنْ يقرَّ بأمرٍ يعرفُه قبلَ ذلكَ كأنَّه قيلَ : قد أتاكَ حديثُه.
وقولُه تعالَى :﴿ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بالواد المقدس ﴾ ظرفٌ للحديثِ لا للإتيانِ لاختلافِ وَقْتَيهِما ﴿ طُوًى ﴾ بضمِّ الطاءِ غيرَ منونٍ وقُرِىءَ منوناً وقُرِىءَ بالكسرِ منوناً وغيرَ منونٍ فمن نونَّهُ أوَّلهُ بالمكانِ دونَ البقعةِ، وقيلَ : هُو كَثُنَى مصدرٌ لنَادَى أو المقدسِ أيْ ناداهُ ندائينِ أو المقدسِ مرةً بعدَ أُخْرى.


الصفحة التالية
Icon