قال عبد الرحمن بن ساباط : تدبير أمر الدنيا إلى أربعة من الملائكة : جبريل، وميكائيل، وعزرائيل، وإسرافيل، فأما جبريل، فموكل بالرياح والجنود، وأما ميكائيل، فموكل بالقطر والنبات، وأما عزرائيل، فموكل بقبض الأنفس، وأما إسرافيل، فهو ينزل بالأمر عليهم، وجواب القسم بهذه الأمور التي أقسم الله بها محذوف أي : والنازعات، وكذا، وكذا لتبعثنّ.
قال الفرّاء : وحذف لمعرفة السامعين به، ويدل عليه قوله :﴿ أإِذَا كُنَّا عظاما نَّخِرَةً ﴾.
وقيل : إن جواب القسم قوله :﴿ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يخشى ﴾ أي : إن في يوم القيامة، وذكر موسى وفرعون لعبرة لمن يخشى.
قال ابن الأنباري : وهذا قبيح ؛ لأن الكلام قد طال بينهما، وقيل : جواب القسم ﴿ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ موسى ﴾ لأن المعنى : قد أتاك، وهذا ضعيف جداً، وقيل الجواب :﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة ﴾ على تقدير ليوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة.
وقال السجستاني : يجوز أن يكون هذا من التقديم والتأخير، كأنه قال : فإذا هم بالساهرة والنازعات.
قال ابن الأنباري : وهذا خطأ، لأن الفاء لا يفتتح بها الكلام، والأوّل أولى.
﴿ يَوْمَ تَرْجُفُ الراجفة ﴾ انتصاب هذا الظرف بالجواب المقدّر للقسم، أو بإضمار اذكر، والراجفة المضطربة، يقال رجف يرجف : إذا اضطرب، والمراد هنا الصيحة العظيمة التي فيها تردّد واضطراب كالرعد، وهي النفخة الأولى التي يموت بها جميع الخلائق، والرادفة : النفخة الثانية التي تكون عند البعث، وسميت رادفة ؛ لأنها ردفت النفخة الأولى، كذا قال جمهور المفسرين.
وقال ابن زيد : الراجفة : الأرض، والرادفة : الساعة.