وقال مجاهد : الرادفة : الزلزلة ﴿ تتبعها الرادفة ﴾ الصيحة، وقيل : الراجفة اضطراب الأرض، والرادفة الزلزلة، وأصل الرجفة الحركة، وليس المراد : التحرك هنا فقط، بل الراجفة هنا مأخوذة من قولهم : رجف الرعد يرجف رجفاً ورجيفاً : إذا ظهر صوته، ومنه سميت الأراجيف لاضطراب الأصوات بها، وظهور الأصوات فيها، ومنه قول الشاعر :
أبا لأراجيف يا ابن اللؤم توعدني... وفي الأراجيف خلت اللؤم والخورا
ومحل ﴿ تَتْبَعُهَا الرادفة ﴾ : النصب على الحال من الراجفة، والمعنى : لتبعثنّ يوم النفخة الأولى حال كون النفخة الثانية تابعة لها.
﴿ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ﴾ قلوب مبتدأ، ويومئذ منصوب بواجفة، وواجفة صفة قلوب، وجملة ﴿ أبصارها خاشعة ﴾ خبر قلوب، والراجفة : المضطربة القلقة لما عاينت من أهوال يوم القيامة.
قال جمهور المفسرين أي : خائفة وجلة.
وقال السديّ : زائلة عن أماكنها، نظيره :﴿ إِذِ القلوب لَدَى الحناجر ﴾ [ غافر : ١٨ ] وقال المؤرج : قلقة مستوفزة.
وقال المبرد : مضطربة، يقال وجف القلب يجف وجيفاً : إذا خفق، كما يقال وجب يجب وجيباً، والإيجاف : السير السريع، فأصل الوجيف اضطراب القلب، ومنه قول قيس بن الخطيم :
إن بني جحجبي وقومهم... أكبادنا من ورائهم تجف
﴿ أبصارها خاشعة ﴾ أي : أبصار أصحابها، فحذف المضاف، والخاشعة : الذليلة، والمراد : أنها تظهر عليهم الذلة والخضوع عند معاينة أهوال يوم القيامة، كقوله :﴿ خاشعين مِنَ الذل ﴾


الصفحة التالية
Icon