وقوله: ﴿أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّاخِرَةً...﴾ حدثنا الفراء قال: حدثنى قيس بن الربيع عن السدى عن عمرو بن ميمون قال: سمعت عمر بن الخطاب يقرأ: "إِذا كُنَّا عِظَاماً نَاخِرَةً"، حدثنا الفراء قال: حدثنى الكسائى عن محمد بن الفضل عن عطاء عن أبى عبدالرحمن عن علىّ رحمه الله أنه قرأ "نَخِرَةً"، وزعم فى إسناده هذا: أنّ ابن عباس قرأها "نخرة" [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال: حدثنا الفراء] قال: وحدثنى شريك بن عبدالله، ومحمد بن عبدالعزيز التيمى أبو سعيد عن مغيرة عن مجاهد قال شريك: قرأ ابن عباس. "عظاما ناخرة" وقال محمد بإسناده عن مغيرة عن مجاهد. قال: سمعت ابن الزبير. يقول على المنبر: ما بال صبيان يقرءون: (نخرة)، وإنما هى (ناخرة) [حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء [ /ب] قال: وحدثنى مندل عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس أنه قرأ: (ناخرة). وقرأ أهل المدينة والحسن: (نخرة)، و (ناخرة). أجود الوجهين فى القراءة، لأن الآيات بالألف. ألا ترى أن (ناخرة) مع (الحافرة) و (الساهرة) أشبه بمجىء التنزيل، و (الناخرة) و (النخرة) سواء فى المعنى ؛ بمنزلة الطامع والطمِع، والباخل والبخِل. وقد فرق بعض المفسرين بينهما، فقال: (النخرة): البالية، و (الناخرة): العظمُ المجوف الذى تمر فيه الريخ فينخر.
﴿ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ...﴾.
وهو وجه الأرض، كأنها سميت بهذا الإسم، لأن فيها الحيوان: نومَهم، وسهرهم [حدثنا أبو العباس قال حدثنا محمد] قال: حدثنا الفراء، قال: حدثنى حِبَّان بن على عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس أنه قال: (الساهرة): الأرض، وأنشد:
ففيها لحمُ ساهرةٍ وبحرٍ * ومَا فاهوُا به لهمُ مُقِيمُ
﴿ إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿طُوًى...﴾.