هو واد بين المدينة ومصر، فمن أجراه قال: هو ذكرٌ سمينا به ذكراً، فهذا سبيل ما يُجْرى، ومن لم يجره جعله معدولا [/ا] عن جهته. كما قال: رأيت عمر، وذفر، ومضر لم تصرف لأنها معدولة عن جهتها، كأن عمر كان عامراً، وزفر زافراً، وطوى طاوٍ، ولم نجد اسماً من الياء والواو عدل عن جهته غير طوى، فالإجراء فيه أحب إلىّ: إذ لم أجد فى العدول نظيراً.
﴿ فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى...﴾.
إحدى الكلمتين قوله: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِى﴾ والأخرى قوله: ﴿أَنَا رَبُّكُم الأعْلَى﴾.
وقوله جل وعز: ﴿فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى﴾.
أى: أخذه الله أخذاً نكالاً للآخرة والأولى.
﴿ أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا ﴾
وقوله تبارك وتعالى: ﴿أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّمَآءُ...﴾.
يعنى: أهل مكة ثم وصف صفة السماء، فقال: بناها.
﴿ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا...﴾. أظلم ليلها.
وقوله جل وعز: ﴿وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا...﴾. ضوءها ونهارها.
﴿ وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ﴾
وقوله تبارك وتعالى: ﴿وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا...﴾.
يجوز نصب الأرض ورفعها. والنصب أكثر فى قراءة القراء، وهو مثل قوله: ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنازِلَ﴾، مع نظائر كثيرة فى القرآن.
﴿ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿مَتَاعاً لَّكُمْ...﴾.
خلق ذلك منفعة لكم، ومتعة لكم، ولو كانت متاع لكم كان صوابا، مثل ما قالوا: ﴿لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ﴾، وكما قال: ﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ وهو على الاستئناف يُضْمَر له ما يرفعه.
﴿ فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ...﴾.


الصفحة التالية
Icon