قال أبو عمرو بن العلاء : الناخرة التي لم تنخر بعد، أي : لم تبل ولا بدّ أن تنخر.
وقيل : هما بمعنى، تقول العرب : نخر الشيء، فهو ناخر ونخر، وطمع، فهو طامع وطمع ونحو ذلك.
قال الأخفش : هما جميعاً لغتان أيهما قرأت فحسن.
قال الشاعر :
يظلّ بها الشيخ الذي كان بادنا... يدبّ على عوج له نخرات
يعني : على قوائم عوج.
وقيل : الناخرة التي أكلت أطرافها وبقيت أوساطها، والنخرة التي فسدت كلها.
وقال مجاهد نخرة أي : مرفوتة، كما في قوله :﴿ رفاتاً ﴾ [ الإسراء : ٤٩ ].
وقد قرىء :" إذا كنا " و ﴿ أئذا كنا ﴾ بالاستفهام، وبعدمه.
ثم ذكر سبحانه عنهم قولاً آخر قالوه فقال :﴿ قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسرة ﴾ أي رجعة ذات خسران لما يقع على أصحابها من الخسران، والمعنى : أنهم قالوا إن رددنا بعد الموت لنخسرنّ بما يصيبنا بعد الموت مما يقوله محمد.
وقيل : معنى خاسرة كاذبة أي : ليست بكائنة، كذا قال الحسن وغيره.
وقال الربيع بن أنس : خاسرة على من كذب بها.
وقال قتادة، ومحمد بن كعب أي : لئن رجعنا بعد الموت لنخسرنّ بالنار، وإنما قالوا هذا لأنهم أوعدوا بالنار، والكرّة : الرجعة، والجمع كرّات.
وقوله :﴿ فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ واحدة ﴾ تعليل لما يدل عليه ما تقدّم من استبعادهم لبعث العظام النخرة، وإحياء الأموات، والمعنى : لا تستبعدوا ذلك فإنما هي زجرة واحدة، وكان ذلك الإحياء، والبعث، والمراد بالزجرة الصيحة وهي النفخة الثانية التي يكون البعث بها.
وقيل : إن الضمير في قوله :﴿ إِنَّمَا هِىَ ﴾.
راجع إلى الرادفة المتقدّم ذكرها.
﴿ فَإِذَا هُم بالساهرة ﴾ أي : فإذا الخلائق الذين قد ماتوا ودفنوا أحياء على وجه الأرض، قال الواحدي : المراد بالساهرة وجه الأرض، وظاهرها في قول الجميع.
قال الفرّاء : سميت بهذا الاسم ؛ لأن فيها نوم الحيوان، وسهرهم.