ورجح الزجاج أنه مصدر مؤكد، قال : لأن معنى أخذه الله : نكل الله به، فأخرج من معناه لا من لفظه.
وقال الفرّاء أي : أخذه الله أخذاً نكالاً أي : للنكال، والنكال اسم لما جعل نكالاً للغير أي : عقوبة له، يقال : نكل فلان بفلان إذا عاقبه، وأصل الكلمة من الامتناع، ومنه النكول عن اليمين، والنكل القيد.
﴿ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لّمَن يخشى ﴾ أي : فيما ذكر من قصة فرعون، وما فعل به عبرة عظيمة لمن شأنه أن يخشى الله ويتقيه، ويخاف عقوبته، ويحاذر غضبه.
وقد أخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن عليّ بن أبي طالب في قوله :﴿ والنازعات غَرْقاً ﴾ قال : هي الملائكة تنزع روح الكفار ﴿ والناشطات نَشْطاً ﴾ قال : هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها ﴿ والسابحات سَبْحاً ﴾ هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين بين السماء والأرض ﴿ فالسابقات سَبْقاً ﴾ هي الملائكة يسبق بعضها بعضاً بأرواح المؤمنين إلى الله ﴿ فالمدبرات أَمْراً ﴾ هي الملائكة تدبر أمر العباد من السنة إلى السنة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس :﴿ والنازعات غَرْقاً ﴾ قال : هي أنفس الكفار تنزع، ثم تنشط، ثم تغرق في النار.
وأخرج الحاكم وصححه عنه :﴿ والنازعات غَرْقاً * والناشطات نَشْطاً ﴾ قال : الموت.
وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن مسعود :﴿ والنازعات غَرْقاً ﴾ قال : الملائكة الذين يلون أنفس الكفار إلى قوله :﴿ والسابحات سَبْحاً ﴾ قال : الملائكة.
وأخرج ابن مردويه عن معاذ بن جبل قال : قال لي رسول الله ﷺ :" لا تمزّق الناس، فتمزقك كلاب النار، قال الله :﴿ والناشطات نَشْطاً ﴾ أتدري ما هو؟ " قلت : يا نبيّ الله ما هو؟ قال :" كلاب في النار تنشط اللحم والعظم " وأخرج ابن أبي حاتم عن عليّ بن أبي طالب أن ابن الكوّاء سأله عن :﴿ المدبرات أمْراً ﴾ قال : هي الملائكة يدبرون ذكر الرحمن وأمره.