١٠ من سورة لقمان "فَسَوَّاها" ٢٨ جعلها مستوية لا شقوق فيها ولا فطور ولا تضلع فيها، راجع الآية ١٢ من سورة النبأ المارة "وَأَغْطَشَ لَيْلَها" أظلمه "وَأَخْرَجَ ضُحاها" ٢٩ أبرز نهارها وعبر بالضحى عن النهار لأنه أكمل أجزائه في النور والضوء، وأضاف الليل والنهار إلى السماء لأنهما يجريان فيها، ولأن الليل
ظلمتها والنهار سراجها "وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ" بعد خلق السماء وما فيها "دَحاها" ٣٠ بسطها ومدها، قال أمية بن الصلت :
دحوت البلاد فسويتها وأنت على طيها قادر
وله من أمثال هذا كثير ومنه قوله :
وبث الخلق فيها إذ دحاها فهم قطّانها حتى التنادي
ولهذا قال صلّى اللّه عليه وسلم : آمن شعر أمية وكفر قلبه.
وقد ذكرنا في سورة السجدة المارة بأن لا تنافي بين هذه الآية الدالة على خلق الأرض قبل السماء لأنها تشير إلى أن اللّه تعالى خلق الأرض أولا بلا دحو، ثم خلق السماء، ثم دحا الأرض كما هو موضح هناك فراجعه.
ومن جملة دحوها أن "أَخْرَجَ مِنْها ماءَها" إذ فجرها بالعيون والأنهار.
مطلب المياه كلها من الأرض وذم الهوى وانقسام الخلق إلى قسمين والسؤال عن الساعة :
تدل هذه الآية المارة على أن جميع المياه من الأرض يؤيدها الآية ٤٤ من سورة هود المارة، وتفهم أن ما ينزل من المطر هو ما يتبخر من الأرض أي من مياهها ورطوبتها وما يلتقمه السحاب من الأنهار والأبحر.
وكانت العرب تعرف هذا لما ورد عنهم :
شربن بماء البحر ثم ترفعت منى لجج خضر لهن أجيج
"وَمَرْعاها" ٣١ نباتها مما يرعاه الحيوان ويأكله الإنسان، ومن جملة دحوها أيضا "وَالْجِبالَ أَرْساها" ٣٢ أثبتها في الأرض وثقلها فيها لئلا تتحرك فتخلّ بمنفعة البشر، قال زيد بن عمرو بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا
دحاها فلما استوت شدها بأيد وأرسى عليها الجبالا