وروي عن يحيى بن أبي كثير قال : من اتخذ من طعام واحد ثلاثة ألوان فقد طَغى.
وروى جُوَيبر عن الضحّاك قال حذيفة : أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يَرَوْن على ما يَعلَمون.
ويروي أنه وجد في الكتب : إن الله جل ثناؤه قال "لا يؤثِرُ عبدٌ لي دنياه على آخرته، إلا بثثت عليه همومه وضيعته، ثم لا أبالي في أيِّها هلك".
﴿ فَإِنَّ الجحيم هِيَ المأوى ﴾ أي مأواه.
والألف واللام بدل من الهاء.
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ﴾ أي حَذِر مقامه بين يدي ربه.
وقال الربيع : مقامه يوم الحساب.
وكان قتادة يقول : إن للَّهِ عز وجل مَقاماً قد خافه المؤمنون.
وقال مجاهد : هو خوفه في الدنيا من الله عز وجل عند مواقعة الذنب فيقلع.
نظيره :"ولمِن خاف مَقامَ ربهِ جنتانِ".
﴿ وَنَهَى النفس عَنِ الهوى ﴾ أي زجرها عن المعاصي والمحارم.
وقال سهل : ترك الهوى مِفتاح الجنة ؛ لقوله عز وجل :﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النفس عَنِ الهوى ﴾ قال عبد الله بن مسعود : أنتم في زمان يقود الحقُّ الهوى، وسيأتي زمان يقود الهَوَى الحقَّ، فنعوذ بالله من ذلك الزمان.
﴿ فَإِنَّ الجنة هِيَ المأوى ﴾ أي المنزل.
والآيتان نزلتا في مصْعَب بن عُمير وأخيه عامر بن عمير ؛ فروَى الضحاك عن ابن عباس قال : أما من طغى فهو أخ لمصعب بن عمير أُسِر يوم بدر، فأخذته الأنصار فقالوا : من أنت؟ قال : أنا أخو مُصْعَب بن عُمير، فلم يشدُّوه في الوَثاق، وأكرموه، وبيتوه عندهم، فلما أصبحوا حدّثوا مصعَب بن عُمَير حديثه ؛ فقال : ما هو لي بأخٍ، شدّوا أسيركم، فإن أمه أكثر أهل البطحاء حلياً ومالاً.
فأوثقوه حتى بعثت أمّه في فِدائه.
"وأما من خاف مقام ربه" فمصْعَب بن عمير، وقى رسول الله ﷺ بنفسه يوم أُحد حين تفرّق الناس عنه، حتى نفذت المشاقص في جوفه.