وقال أبو السعود فى الآيات السابقة :
وقوله تعالى :﴿ فَإِذَا جَاءتِ الطامة الكبرى ﴾
أي الداهيةُ العُظمى التي تطمُّ على سائرِ الطاماتِ أي تعلُوها وتغلبُها وهي القيامةُ أو النفخةُ الثانيةُ وقيلَ : هي الساعةُ التي يُساقُ فيها الخَلائقُ إلى محشرِهم وقيلَ : التي يُساقُ فيها أهلُ الجنةِ إلى الجنةِ وأهلُ النارِ إلى النارِ شروعٌ في بيانِ أحوالِ معادِهم إثرَ بيانِ أحوالِ معاشِهم بقولِه تعالى :﴿ متاعا لَّكُمْ ﴾ الخ، والفاءُ للدلالة على ترتب ما بعدَها على ما قبلَها عما قليلٍ كما ينبىءُ عنه لفظُ المتاعِ ﴿ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإنسان مَا سعى ﴾ قيلَ : هو بدلٌ من إذَا جاءتْ والأظهرُ أنه منصوبٌ بأَعْنِي كما قيلَ تفسيراً للطامةِ الكُبرى فإن الإبدالَ منها بالظرف المحضِ مما يُوهن تعلقَها بالجوابِ ويجوزُ أن يكونَ بدلاً من الطامةِ الكُبرى مفتوحاً لإضافتِه إلى الفعلِ على رأي الكوفيينَ أي يتذكرُ فيه كلُّ أحدٍ ما عملَهُ من خيرٍ أو شرَ بأنْ يشاهدَهُ مدوناً في صحيفةِ أعمالِه وقد كانَ نسيَهُ من فرطِ الغفلةِ وطولِ الأمدِ كقولِه تعالى :﴿ أحصاه الله وَنَسُوهُ ﴾ ويجوزُ أنْ تكونَ ما مصدريةً.


الصفحة التالية
Icon