دحاها فلما استوت شدّها... بأيد وأرسى عليها الجبالا
قرأ الجمهور بنصب الأرض على الاشتغال.
وقرأ الحسن، وعمرو بن ميمون، وابن أبي عبلة، وأبو حيوة، وأبو السماك، وعمرو بن عبيد، ونصر بن عاصم بالرفع على الابتداء.
﴿ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا ومرعاها ﴾ أي : فجر من الأرض الأنهار والبحار والعيون.
وأخرج منها مرعاها.
أي : النبات الذي يرعى، ومرعاها مصدر ميميّ أي : رعيها، وهو في الأصل موضع الرعي، والجملة إما بيان وتفسير لدحاها ؛ لأن السكنى لا تتأتى بمجرِّد البسط بل لا بد من تسوية أمر المعاش من المأكل والمشرب.
وإما في محل نصب على الحال.
﴿ والجبال أرساها ﴾ أي : أثبتها في الأرض، وجعلها كالأوتاد للأرض لتثبت وتستقرّ، وأن لا تميد بأهلها.
قرأ الجمهور بنصب الجبال على الاشتغال.
وقرأ الحسن، وعمرو بن ميمون، وأبو حيوة، وأبو السماك، وعمرو بن عبيد، ونصر بن عاصم بالرفع على الابتداء، قيل : ولعل وجه تقديم ذكر إخراج الماء، والمرعى على إرساء الجبال مع تقدم الإرساء عليه للاهتمام بأمر المأكل والمشرب ﴿ متاعا لَّكُمْ ولأعامكم ﴾ أي منفعة لكم ولأنعامكم من البقر، والإبل، والغنم، وانتصاب متاعاً على المصدرية أي : متعكم بذلك متاعاً أو هو مصدر من غير لفظه ؛ لأن قوله :﴿ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءهَا ومرعاها ﴾ بمعنى متع بذلك، أو على أنه مفعول له أي : فعل ذلك لأجل التمتيع، وإنما قال :﴿ لَّكُمْ ولانعامكم ﴾ لأن فائدة ما ذكر من الدحوّ، وإخراج الماء، والمرعى كائنة لهم ولأنعامهم، والمرعى يعمّ ما يأكله الناس والدواب.
﴿ فَإِذَا جَاءتِ الطامة الكبرى ﴾ أي : الداهية العظمى التي تطمّ على سائر الطامات.
قال الحسن، وغيره : وهي النفخة الثانية.
وقال الضحاك، وغيره : هي القيامة سميت بذلك، لأنها تطمّ على كل شيء لعظم هولها.


الصفحة التالية
Icon