قال المبرد : الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم : طمّ الفرس طميماً : إذا استفرغ جهده في الجري، وطمّ الماء : إذا ملأ النهر كله.
وقال غيره : هو من طمّ السيل الركية أي دفنها، والطمّ الدفن.
قال مجاهد، وغيره : الطامة الكبرى هي التي تسلم أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، والفاء للدلالة على ترتب ما بعدها على ما قبلها، وجواب إذا قيل : هو قوله :﴿ فَأَمَّا مَن طغى ﴾.
وقيل : محذوف أي : فإن الأمر كذلك، أو عاينوا أو علموا، أو أدخل أهل النار النار، وأهل الجنة الجنة.
وقال أبو البقاء : العامل فيها جوابها وهو معنى :﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسان ﴾ [ الفجر : ٢٣ ] فإنه منصوب بفعل مضمر، أي : أعني يوم يتذكر، أو يوم يتذكر يكون كيت، وكيت.
وقيل : إن الظرف بدل من إذا، وقيل : هو بدل من الطامة الكبرى ؛ ومعنى تذكر الإنسان ما سعى : أنه يتذكر ما عمله من خيرّ، أو شرّ ؛ لأنه يشاهده مدوّناً في صحائف عمله، و"ما" مصدرية، أو موصولة ﴿ وَبُرّزَتِ الجحيم لِمَن يرى ﴾ معطوف على جاءت، ومعنى برّزت : أظهرت إظهاراً لا يخفى على أحد.
قال مقاتل : يكشف عنها الغطاء، فينظر إليها الخلق، وقيل :﴿ لِمَن يرى ﴾ من الكفار، لا من المؤمنين ؛ والظاهر أن تبرز لكلّ راء، فأما المؤمن فيعرف برؤيتها قدر نعمة الله عليه بالسلامة منها، وأما الكافر فيزداد غماً إلى غمه، وحسرة إلى حسرته.
قرأ الجمهور ﴿ لمن يرى ﴾ بالتحتية.
وقرأت عائشة، ومالك ابن دينار، وعكرمة، وزيد بن عليّ بالفوقية، أي : لمن تراه الجحيم، أو لمن تراه أنت يا محمد.
وقرأ ابن مسعود " لمن رأى " على صيغة الفعل الماضي.
﴿ فَأَمَّا مَن طغى ﴾ أي : جاوز الحد في الكفر والمعاصي.
﴿ وَءاثَرَ الحياة الدنيا ﴾ أي : قدّمها عن الآخرة، ولم يستعدّ لها، ولا عمل عملها.