واعلم أن قوله :﴿كلا﴾ ردع للإنسان عن تكبره وترفعه، أو عن كفره وإصراره على إنكار التوحيد، وعلى إنكاره البعث والحشر والنشر، وفي قوله :﴿لما يقض ما أمره﴾ وجوه أحدها : قال مجاهد لا يقضي أحد جميع ما كان مفروضاً عليه أبداً، وهو إشارة إلى أن الإنسان لا ينفك عن تقصير ألبتة، وهذا التفسير عندي فيه نظر، لأن قوله :﴿لما يقض﴾ الضمير فيه عائد إلى المذكور السابق، وهو الإنسان في قوله :﴿قتل الإنسان ما أكفره﴾ [ عبس : ١٧ ] وليس المراد من الإنسان ههنا جميع الناس بل الإنسان الكافر فقوله :﴿لما يقض﴾ كيف يمكن حمله على جميع الناس وثانيها : أن يكون المعنى أن الإنسان المترفع المتكبر لم يقض ما أمر به من ترك التكبر، إذ المعنى أن ذلك الإنسان الكافر لما يقض ما أمر به من التأمل في دلائل الله، والتدبر في عجائب خلقه وبينات حكمته وثالثها : قال الأستاذ أبو بكر بن فورك : كلا لم يقض الله لهذا الكافر ما أمره به من الإيمان وترك التكبر بل أمره بما لم يقض له به. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣١ صـ ٥٣ ـ ٥٦﴾


الصفحة التالية
Icon