وقال :﴿ الذي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ ﴾ [ الانفطار : ٧ ].
وقيل :"فقدَّره" أطواراً أي من حال إلى حال ؛ نطفة ثم علقة، إلى أن تم خَلْقه.
﴿ ثُمَّ السبيل يَسَّرَهُ ﴾ قال ابن عباس في رواية عطاء وقتادة والسدي ومقاتل : يَّسره للخروج من بطن أمه.
مجاهد : يسَّره لطريق الخير والشر ؛ أي بيَّن له ذلك.
دليله :﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل ﴾ [ الإنسان : ٣ ] و ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النجدين ﴾ [ البلد : ١٠ ].
وقاله الحسن وعطاء وابن عباس أيضاً في رواية أبي صالح عنه.
وعن مجاهد أيضاً قال : سبيل الشقاء والسعادة.
ابن زيد : سبيل الإسلام.
وقال أبو بكر بن طاهر : يَسَّر على كل أحد ما خلقه له، وقدَّره عليه ؛ دليله قوله عليه السلام :
" اعملوا فكلٌّ مُيَسَّر لما خُلقِ له " ﴿ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ﴾ أي جعل له قبراً يوارَى فيه إكراماً، ولم يجعله مما يلُقَى على وجه الأرض تأكله الطير والعوافي ؛ قاله الفرّاء.
وقال أبو عبيدة :"أقبره" : جعل له قبراً، وأمر أن يُقْبر.
قال أبو عبيدة : ولما قَتَل عمرُ بن هُبيرة صالحَ بن عبد الرحمن، قالت بنو تميم ودخلوا عليه : أَقبِرنا صالحاً ؛ فقال : دونكموه.
وقال :"أَقبره" ولم يقل قَبَره ؛ لأن القابر هو الدافن بيده، قال الأعشى :
لو أَسْندتْ مَيْتا إلى نحرِها...
عاشَ ولم يُنقَلْ إلى قابِرِ
يقال : قبرت الميت : إذا دفنته، وأقبره الله : أي صيره بحيث يُقْبر، وجعل له قبراً ؛ تقول العرب : بترت ذَنَب البعير، وأبتره الله، وعضبت قَرْن الثور، وأعضبه الله، وطردت فلاناً، والله أطرده، أي صيره طريداً.
﴿ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ ﴾ أي أحياه بعد موته.
وقراءة العامة "أَنشرهُ" بالألف.
وروي أبو حَيْوة عن نافع وشعيب بن أبي حمزة "شاء نشره" بغير ألف، لغتان فصحيتان بمعنى ؛ يقال : أنشر الله الميت ونَشَره ؛ قال الأعشى :
حتى يقولَ الناس مما رأَوا...
يا عَجَبَا لِلميتِ الناشِرِ