فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة عبس
عبس : أي قطب وجهه من ضيق الصدر، وتولى : أي أعرض، أن جاءه الأعمى : أي لأجل أن جاءه، وما يدريك : أي أىّ شىء يعرّفك حال هذا الأعمى ؟
يزكى : أي يتطهر بما يلقن من الشرائع، يذّكر : أي يتعظ، استغنى : أي بماله وقوته عن سماع القرآن، تصدى : أي تتصدى وتتعرض بالإقبال عليه، يسعى أي يسرع، يخشى : أي يخاف من الغواية، تلهى : أي تتلهى وتتغافل.
كلا : كلمة يقصد بها زجر المخاطب عن الأمر الذي يعاتب عليه، لئلا يعاوده، وهنا هو التصدي للمستغنى والتلهي عن المستهدى، تذكرة : أي موعظة، ذكره :
أي اتعظ به، فى صحف مكرمة : أي مودعة فى صحف شريفة، مرفوعة : أي عالية القدر، مطهرة : أي من النقص لا تشوبها الضلالات، سفرة : واحدهم سافر، من سفر بين القوم إذا نصب نفسه وسيطا ليصلح من أمورهم ما فسد.
قال شاعرهم :
فما أدع السفارة بين قومى ولا أمشى بغشّ إن مشيت
والمراد هنا الملائكة والأنبياء، لأنهم وسائط بين اللّه وخلقه فى البيان عما يريد، كرام : واحدهم كريم، بررة : واحدهم بارّ، والمراد أنهم كرام على اللّه، أطهار لا يقارفون ذنبا.
قدره : أي أنشأه فى أطوار وأحوال مختلفة، طورا بعد طور، وحالا بعد حال، والسبيل : الطريق، يسره : أي سهل له سلوك سبل الخير والشر، فأقبره : أي جعل له قبرا يوارى فيه، أنشره : أي بعثه بعد الموت، كلا : زجر له عن ترفعه وتكبره.
القضب : الرطبة، وهى ما يؤكل من النبات غضا طريا وسمى قضبا لأنه يقضب أي يقطع مرة بعد أخرى، غلبا : واحدها غلباء أي ضخمة عظيمة، والأبّ : المرعى لأنه يؤب : أي يؤم وينتجع، متاعا لكم ولأنعامكم : أي أنبتناه لكم لتتمتعوا به وتننفعوا وتنتفع أنعامكم.
الصخّ : الضرب بالحديد على الحديد، وبالعصا الصّلبة على شىء مصمت، فيسمع إذ ذاك صوت شديد والمراد هنا بالصاخة هو المراد بالقارعة فى سورتها،


الصفحة التالية
Icon