والثاني : أن يكون المراد وصف كل واحد من الأشجار بالغلظ والعظم، قال عطاء عن ابن عباس : يريد الشجر العظام، وقال الفراء : الغلب ما غلظ من النخل.
﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ﴾.
﴿مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ ﴾.
وسابعها : قوله :﴿وفاكهة﴾ وقد استدل بعضهم بأن الله تعالى لما ذكر الفاكهة معطوفة على العنب والزيتون والنخل وجب أن لا تدخل هذه الأشياء في الفاكهة، وهذا قريب من جهة، الظاهرة، لأن المعطوف مغاير للمعطوف عليه.
وثامنها : قوله تعالى :﴿وأباً﴾ والأب هو المرعى، قال صاحب "الكشاف" : لأنه يؤب أي يؤم وينتجع، والأب والأم أخوان قال الشاعر :
جذمنا قيس ونجد دارنا.. لنا الأب به والمكرع
وقيل الأب الفاكهة اليابسة لأنها تؤدب للشتاء أي تعد، ولما ذكر الله تعالى ما يغتذى به الناس والحيوان.
قال :﴿متاعاً لكم ولأنعامكم ﴾.
قال الفراء : خلقناه منفعة ومتعة لكم ولأنعامكم، وقال الزجاج : هو منصوب لأنه مصدر مؤكد لقوله :﴿فأنبتنا﴾ لأن إنباته هذه الأشياء إمتاع لجميع الحيوان. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٣١ صـ ٥٦ ـ ٥٨﴾