وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) ﴾
" العبوس " : تقطب الوجه واربداده عند كراهية أمر، وفي مخاطبته بلفظ ذكر الغائب مبالغة في العتب لأن في ذلك بعض الإعراض، وقال كثير من العلماء وابن زيد وعائشة وغيرها من الصحابة : لو كان رسول الله ﷺ كاتماً شيئاً من الوحي، لكتم هذه الآيات، وآيات قصة زيد وزينب بنت جحش، " والتولي " : هنا الإعراض، و﴿ أن ﴾ : مفعول من أجله، وقرأ الحسن ﴿ أن جاءه ﴾ بمدة تقرير وتوقيف والوقف مع هذه القراءة على ﴿ تولى ﴾ وهي قراءة عيسى. وذكر الله تعالى ابن مكتوم بصفة العمى ليظهر المعنى الذي شأن البشر احتقاره، وبين أمره بذكر ضده من غنى ذلك الكافر، وفي ذلك دليل على أن ذكر هذه العاهات متى كانت المنفعة أو لأن شهرتها تعرف السامع صاحبها دون لبس جائز، ومنه قول المحدثين سلمان الأعمش وعبد الرحمن الأعرج وسالم الأفطس ونحو هذا.