بالإدغام، وقرأ طلحة بن مصرف :" تتلهى " بتاءين، وروي عنه " تَلْهى " بفتح التاء وسكون اللام وتخفيف الهاء المفتوحة، وقرأ أبو جعفر بن القعقاع :" تُلْهى " بضم التاء وسكون اللام أي يلهيك حرصك على أولئك الكفار، وفي حديث النبي ﷺ :
" وما استأثر الله به فَالْهَ عنه " وقوله تعالى في هاتين :﴿ وأما من ﴾ فالسبب ما ذكر من كفار قريش وعبد الله بن أم مكتوم، ثم هي بعد تتناول من شركهم في هذه الأوصاف، فحَمَلَهُ الشرع والعلم مخاطبون في تقريب الضعيف من أهل الخير وتقديمه على الشريف العاري من الخير، بمثل ما خوطب به النبي ﷺ في هذه السورة، ثم قال :﴿ كلا ﴾ يا محمد أي ليس الأمر في حقه كما فعلت إن هذه السورة والقراءة التي كنت فيها مع ذلك الكافر ﴿ تذكرة ﴾ لجميع العالم لا يؤثر فيها أحد دون أحد، وقيل المعنى أن هذه المعتبة تذكرة لك يا محمد ففي هذا التأويل إجلال لمحمد ﷺ وتأنيس له، وقوله تعالى :﴿ فمن شاء ذكره ﴾ يتضمن وعداً ووعيداً على نحو قوله تعالى :﴿ فمن شاء اتخذ إلى ربه ومآباً ﴾ [ النبأ : ٣٩ ] وقوله تعالى :﴿ في صحف ﴾ يتعلق بقوله :﴿ إنها تذكرة ﴾، وهذا يؤيد أن التذكرة يراد بها جميع القرآن وقال بعض المتأولين : الصحف هنا اللوح المحفوظ، وقيل : صحف الأنبياء المنزلة، وقيل : مصاحف المسلمين، واختلف الناس في " السفرة "، فقال ابن عباس : هم الملائكة لأنهم كتبة يقال : سفرت أي كتبت، ومنه السفر، وقال ابن عباس أيضاً : الملائكة سفرة لأنهم يسفرون بين الله تعالى وبين أنبيائه، وقال قتادة : هم القراء وواحد السفرة سافر، وقال وهب بن منبه : هم الصحابة لأنهم بعضهم يسفر إلى بعض في الخبر والتعليم، والقول الأول أرجح، ومن اللفظة قول الشاعر :[ الوافر ]
وما أدع السفارة بين قومي... وما أسعى بغش إن مشيت