و " الصحف " على هذا صحف عند الملائكة أو اللوح، وعلى القول الآخر هي المصاحف، وقوله تعالى :﴿ قتل الإنسان ما أكفره ﴾ دعاء على اسم الجنس وهم عموم يراد به الخصوص، والمعنى : قتل الإنسان الكافر، ومعنى ﴿ قتل ﴾ أي هو أهل أن يدعى عليه بهذا، وقال مجاهد :﴿ قتل ﴾ بمعنى لعن، وهذا تحكم، وقوله تعالى :﴿ ما أكفره ﴾ يحتمل معنى التعجب، ويحتمل معنى الاستفهام توقيفاً أي أيّ شيء ﴿ أكفره ﴾ أي جعله كافراً، وقيل إن هذه الآية نزلت في عتبة بن أبي لهب، وذلك أنه غاضب أباه فأتى النبي ﷺ ثم إن أباه استصلحه وأعطاه مالاً وجهزه إلى الشام، فبعث عتبة إلى النبي ﷺ وقال : إني كافر برب النجم إذا هوى، فيروى أن رسول الله ﷺ قال :" اللهم ابعث عليه كلبك حتى يأكله " ويروى أنه قال :" ما يخاف أن يرسل عليك كلبه "، ثم إن عتبة خرج في سفرة فجاء الأسد فأكله بين الرفقة.
مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (١٨) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (١٩)


الصفحة التالية
Icon