مِن حيثُ لا صَبْوةٌ ولا رِيبُ
"صببنا الماء صباً" : يعني الغيث والأمطار.
﴿ ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً ﴾ : أي بالنبات ﴿ فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً ﴾ أي قمحاً وشعيراً وسُلْتاً وسائر ما يُحْصَد ويدّخر ﴿ وَعِنَباً وَقَضْباً ﴾ وهو القَتّ والَعلَف ؛ عن الحسن : سمي بذلك لأنه يُقْضَب أي يقطع بعد ظهوره مرة بعد مرة.
قال القُتَبيّ وثعلب : وأهل مكة يسمون القَتَّ القَضْب.
وقال ابن عباس : هو الرّطب لأنه يُقَضب من النخل : ولأنه ذكر العِنب قبله.
وعنه أيضاً : أنه الفِصفِصة وهو القَتّ الرطب.
وقال الخليل : القضب الفِصْفِصة الرطبة.
وقيل : بالسين، فإذا يبست فهو قَتٌّ.
قال : والقضْب : اسم يقع على ما يُقْضب من أغصان الشجرة، ليتخذ منها سِهام أو قِسِيّ.
ويقال : قَضْباً، يعني جميع ما يقضب، مثل القَتِّ والكُرَّاث وسائر البقول التي تقطع فينبت أصْلها.
وفي الصحاح : والقَضْبة والقَضْب الرَّطْبة، وهي الإسفِسْت بالفارسية، والموضع الذي يَنْبُت فيه مَقْضَبة.
﴿ وَزَيْتُوناً ﴾ وهي شجرة الزيتون ﴿ وَنَخْلاً ﴾ يعني النخيل ﴿ وَحَدَآئِقَ ﴾ أي بساتين واحدها حديقة.
قال الكلبي : وكل شيء أَحيط عليه من نخيل أو شجر فهو حديقة، وما لم يُحَط عليه فليس بحديقة.
﴿ غُلْباً ﴾ عظاماً شجرها ؛ يقال : شجرة غَلْباء، ويقال للأسد : الأغلب ؛ لأنه مُصْمَت العنق، لا يلتفت إلا جميعاً ؛ قال العجاج :
ما زِلتُ يوم البَيْن أَلوِي صَلَبِي...
والرأَسَ حتى صِرتُ مِثلْ الأَغلبِ
ورجل أغلب بيّن الغَلَب إذا كان غليظ الرقبة.
والأصل في الوصف بالغلَب : الرقاب فاستعير ؛ قال قال عمرو بن مَعْدِي كرِب :
يَمشِي بها غُلْب الرقابِ كأَنهم...
بُزْل كُسِين مِن الكُحَيْلِ جِلالا
وحديقة غلباء : ملتفة وحدئق غُلْب.
واغلولب العشب : بلغ والتف البعض بالبعض.
قل ابن عباس : الغُلْب : جمع أغلب وغلباء وهي الغِلاظ.
وعنه أيضاً الطِّوال.