وقراءة العامة بالغين المعجمة ؛ أي حالٌ يشغَله عن الأقرباء.
وقرأ ابن مُحيصن وحُميد "يَعْنِيهِ" بفتح الياء، وعين غير معجمة ؛ أي يعنيه أمره.
وقال القُتَبي : يعنيه : يصرفه ويُصدّه عن قرابته ؛ ومنه يقال : اعن عني وجهك : أي اصرفه واعن عن السفيه ؛ قال خُفاف :
سَيَعْنِيك حرب بني مالِكٍ...
عن الفُحْشِ والجهلِ في الْمَحفِل
قوله تعالى :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴾ : أي مُشرقة مضيئة، قد علمت مالها من الفوز والنعيم، وهي وجوه المؤمنين.
﴿ ضَاحِكَةٌ ﴾ أي مسرورة فَرِحة.
﴿ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴾ : أي بما آتاها الله من الكرامة.
وقال عطاء الخُراساني :"مُسْفِرة" من طول ما اغبرت في سبيل الله جل ثناؤه.
ذكره أبو نَعِيم.
الضحاك : من آثار الوضوء.
ابن عباس : من قيام الليل ؛ لما رُوي في الحديث :" من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " يقال : أسفر الصبح إذا أضاء.
﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾ أي غبار ودخان ﴿ تَرْهَقُهَا ﴾ أي تغشاها ﴿ قَتَرَةٌ ﴾ أي كسوف وسواد.
كذا قال ابن عباس.
وعنه أيضاً : ذِلة وشِدّة.
والقَتَر في كلام العرب : الغبار، جمع القَتَرة، عن أبي عُبيد ؛ وأنشد الفرزدق :
مُتَوَّجٌ بِرِداء الملكِ يَتْبعه...
مَوجٌ ترى فوقه الراياتِ والقَتَرا
وفي الخبر : إن البهائم إذا صارت تراباً يوم القيامة حُوِّل ذلك التراب في وجوه الكفار.
وقال زيد بن أسلم : القَترة : ما ارتفعت إلى السماء، والغَبَرة : ما انحطت إلى الأرض، والغبار والغَبَرة : واحد.
﴿ أولئك هُمُ الكفرة ﴾ جمع كافر ﴿ الفجرة ﴾ جمع فاجر، وهو الكاذب المفترى على الله تعالى.
وقيل : الفاسق ؛ ( يقال ) : فجر فجوراً : أي فسق، وفجر : أي كذب.
وأصله : الميل، والفاجر : المائل.
وقد مضى بيانه والكلام فيه.
والحمد لله وحده. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٩ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon