قال الواحدي : قال المفسرون : مكرمة يعني : اللوح المحفوظ ﴿ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ يعني : في السماء السابعة.
قال ابن جرير : مرفوعة القدر، والذكر، وقيل : مرفوعة عن الشبه، والتناقض ﴿ مُّطَهَّرَةٍ ﴾ أي : منزهة لا يمسها إلاَّ المطهرون.
قال الحسن : مطهرة من كل دنس.
قال السديّ : مصانة عن الكفار لا ينالونها ﴿ بِأَيْدِى سَفَرَةٍ ﴾ السفرة جمع سافر ككتبة وكاتب، والمعنى : أنها بأيدي كتبة من الملائكة ينسخون الكتب من اللوح المحفوظ.
قال الفراء : السفرة هنا الملائكة الذين يسفرون بالوحي بين الله ورسوله، من السفارة وهو : السعي بين القوم، وأنشد :
فما أدع السفارة بين قومي... ولا أمشي بغير أب نسيب
قال الزجاج : وإنما قيل : للكتاب سفر بكسر السين، والكاتب سافر ؛ لأن معناه أنه بين، يقال أسفر الصبح : إذا أضاء، وأسفرت المرأة : إذا كشفت النقاب عن وجهها، ومنه سفرت بين القوم أسفر سفارة أي : أصلحت بينهم.
قال مجاهد : هم الملائكة الكرام الكاتبون لأعمال العباد.
وقال قتادة : السفرة هنا هم القراء ؛ لأنهم يقرءون الأسفار.
وقال وهب بن منبه : هم أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ثم أثنى سبحانه على السفرة فقال :﴿ كِرَامٍ بَرَرَةٍ ﴾ أي كرام على ربهم، كذا قال الكلبي.
وقال الحسن : كرام عن المعاصي، فهم يرفعون أنفسهم عنها.
وقيل : يتكرمون أن يكونوا مع ابن آدم إذا خلا بزوجته، أو قضى حاجته.
وقيل : يؤثرون منافع غيرهم على منافعهم.
وقيل : يتكرّمون على المؤمنين بالاستغفار لهم.
والبررة : جمع بارّ مثل : كفر وكافر، أي : أتقياء مطيعون لربهم صادقون في إيمانهم، وقد تقدّم تفسيره.
﴿ قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ ﴾ أي : لعن الإنسان الكافر ما أشدّ كفره، وقيل : عذب، قيل : والمراد به عتبة بن أبي لهب، ومعنى :﴿ ما أكفره ﴾ : التعجب من إفراط كفره.
قال الزجاج : معناه اعجبوا أنتم من كفره.