﴿ وكنتم أزواجاً ثلاثة ﴾ [ الواقعة : ٧ ] وفي الآية على هذا حض على خليل الخبر، فقد قال عليه السلام :" المرء مع من أحب "، وقال :" فلينظر أحدكم من يخالل "، وقال الله تعالى :﴿ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ﴾ [ الزخرف : ٦٧ ]، وقال مقاتل بن سليمان : زوجت نفوس المؤمنين بزوجاتهم من الحور وغيرهن، وقال عكرمة والضحاك والشعبي : زوجت الأرواح الأجساد، وقرأ عاصم :" زوجت " غير مدغم، و﴿ الموءودة ﴾ : اسم معناه المثقل عليها، ومنه :﴿ ولا يؤوده ﴾ [ البقرة : ٢٥٥ ] ومنه أتأد، أي توقد، وأثقل وعرف هذا الاسم في النبات اللواتي كان قوم من العرب يدفنونهن أحياء يحفر الرجل شبه البر أو القبر ثم يسوق ابنته فيلقيها فيها، وإذا كانت صغيرة جداً خدّ لها في الأرض ودفنها، وبعضهم : كان يفعل ذلك خشية الإملاق وعدم المال، وبعضهم : غيرة وكراهية للبنات وجهالة وقرأ الجمهور :" الموءودة " بالهمز من وأد في حرف ابن مسعود :" وإذا الماودة "، وقرأ البزي :" الموودة " بضم الواو الأولى وتسهيل الهمزة، وقرأ الأعمش :" الموْدة " بسكون الواو على وزن : الفعلة وقرأ بعض السلف :" الموَدّة " بفتح الواو والدال المشددة، جعل البنت مودة، وقرأ جمهور الناس :" سئلت "، وهذا على وجه التوبيخ للعرب الفاعلين ذلك، لأنها تسأل ليصير الأمر إلى سؤال الفاعل، ويحتمل أن تكون مسؤولة عنها مطلوباً الجواب منهم، كما قال تعالى :﴿ إن العهد كان مسؤولاً ﴾ [ الإسراء : ٣٤ ]، وكما يسأل التراث والحقوق.