ويجوز أن يكون هذا من الأحداث التي جُعلت أشراطاً للساعة وأُخر ذكره لمناسبة ذكر نشر الصحف لأن الصحف تنشرها الملائكة وهم من أهل السماء فيكون هذا الكشط من قبيل الانشقاق في قوله تعالى :﴿ إذا السماء انشقت ﴾ [ الانشقاق : ١ ] والانفطار في قوله تعالى :﴿ إذا السماء انفطرت ﴾ إلى قوله :﴿ علمت نفس ما قدمت وأخرت ﴾ [ الانفطار : ١ ٥ ] فيكون الكشط لبعض أجزاء السماء والمكشوط عنه بعض آخر، فيكون من قبيل قوله تعالى :﴿ لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ﴾ [ الأعراف : ٤٠ ] ومن قبيل الطي في قوله تعالى :﴿ يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب كما بدأنا أول خلق نعيده ﴾ [ الأنبياء : ١٠٤ ] لأن ظاهره اتصالُ طيّ السماء بإعادة الخلق، وتصير الأشراط التي تحصل قبل البعث سبعة والأحداث التي تقع بعد البعث خمسة.
والجحيم أصله : النار ذات الطبقات من الوَقود من حَطب ونحوه بعضها فوق بعض، وصار علَماً بالغلبة على جهنم دار العذاب في الآخرة في اصطلاح القرآن، وتسعيرها أو إسعارها : إيقادها، أي هُيّئت لعذاب من حقّ عليهم العذاب.
وقرأ نافع وابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ورويس عن يعقوب :﴿ سُعّرت ﴾ بتشديد العين مبالغة في الإِسعار.
وقرأه الباقون بالتخفيف.
وقوبلت بالجنة دار النعيم واسم الجنة علم بالغلبة على دار النعيم، و ﴿ أزلفت ﴾ قربت، والزلفى : القرب، أي قربت الجنة من أهلها، أي جعلت بقرب من محشرهم بحيث لا تَعَب عليهم في الوصول إليها وذلك كرامة لهم.


الصفحة التالية
Icon