و جمهعا فهي تكور ثم يمحى ضوءها ثم يرمى بها والله أعلم.
وقوله تعالى : وإذا النجوم انكدرت أي انتثرت قيل تتناثر من أيدي الملائكة لأنهم يموتون. وفي الخبر أنها معلقة بين السماء والأرض بسلاسل بأيدي الملائكة. وقال ابن عباس رضي الله عنه : انكدرت تغيرت وأصل الانكدار الانصباب فتسقط في البحار فتصير معها نيراناً إذا ذهبت المياه.
وقوله وإذا الجبال سيرت هو مثل قوله وتسير الجبال أي تحول عن منزلة الحجارة فتكون كثيباً مهيلاً أي رملاً سائلاً وتكون كالعهن، وتكون هباء منبثاً، وتكون سراباً مثل السراب الذي ليس بشيء، وقيل : إن الجبال بعد اندكاكها أنها تصير كالعهن من حر جهنم كما تصير السماء من حرها كالمهل. قال الحليمي : وهذا والله أعلم لأن مياه الأرض كانت حاجزة بين السماء والأرض، فإذا ارتفعت وزيد مع ذلك في إحماء جهنم أثر في كل واحد من السماء والأرض ما ذكر.
قوله وإذا العشار عطلت أي عطلها أهلها فلم تحلب من الشغل بأنفسهم والعشار : الإبل الحوامل واحدها عشراء وهي التي أتي عليها في الحمل عشرة أشهر ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع، وإنما خص العشار بالذكر لأنها أعز ما يكون على العرب، فأخبر أنه تعطل يوم القيامة. ومعناه : أنهم إذا قاموا من قبورهم وشاهد بعضهم بعضاً ورأوا الوحوش والدواب محشورة وفيها عشارهم التي كانت أنفس أموالهم لم يعبئوا بها ولم يهمهم أمرها، ويحتمل تعطل العشار إبطال الله تعالى أملاك الناس عما كان ملكهم إياها في الدنيا، وأهل العشار يرونها فلا يجدون إليها سبيلاً. وقيل : العشار السحار يعطل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر. وقيل : العشار الديار تعطل فلا تسكن. وقيل : الأرض التي يعشر زرعها تعطل فلا تزرع. والقول الأول أشهر وعليه من الناس الأكثر.
وقوله : وإذا الوحوش حشرت أي جمعت والحشر الجمع وقد تقدم.
وقوله : وإذا البحار


الصفحة التالية
Icon