يليه تقريباً له وحقيقة الإطلاق فيها أن الساعة بالألف واللام عبارة في الحقيقة عن الوقت الذي أنت فيه وهو المسمى بالآن وسميت به القيامة إما لقربها فإن كل آت قريب، وإما أن تكون سميت بها تنبيهاً على ما فيها من الكائنات العظام التي تصهر الجلود وتكسر العظام وقيل: إنما سميت بالساعة لأنها تأتي بغتة في ساعة، وقيل : إنما سميت بالساعة لأن الله تعالى يأمر السماء أن تمطر بماء الحيوان حتى تنبت الأجساد في مدافنها ومواضعها حيث كانت من بحر أو بر وتستقل وتتحرك بحياتها بماء الحيوان، وليست فيها أرواح ثم تدعى الأرواح، فأرواح المؤمنين تتوقد نوراً، وأرواح الكافرين تتوهج ظلمة، فإذا دعا الأرواح ألقاها في الصور ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ في الصور فإذا نفخ فيه خرجت من الصور ثم أمرت أن تلحق الأجساد فتبعث إلى الأجساد في أسرع من اللمحة، وأنما سميت الساعة لسعي الأرواح إلى الأجساد في تلك السرعة فهي سائغ وجمعها ساعة كقولك، بائع وباعة وضائع وضاعة وكائل وكالة، فوصف أن سائر أموره في السرعة كلمح البصر وأمر السائق أقرب من لمح البصر. قاله الترمذي الحكيم.
وذكر أبو نعيم الحافظ بإسناده عن وهب بن منبه قال : إذا قامت الساعة صرخت الحجارة صراخ النساء وقطرت العظاة دماً ومنها القيامة قال الله تعالى لا أقسم بيوم القيامة وهي في العربية مصدر قام يقوم ودخلها التأنيث للمبالغة على عادة العرب، واختلف في تسميتها بذلك على أربعة أقوال.
الأول : لوجود هذه الأمور فيها.
الثاني : لقيام الخلق من قبورهم إليها. قال الله تعالى يوم يخرجون من الأجداث سراعاً.
الثالث : لقيام الناس لرب العالمين كما روى مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يوم يقوم أحدكم في رشحه إلى نصف أذنيه قال ابن عمر رضي الله عنهما [ يقومون مائة سنة ]. ويروى عن كعب [ يقومون
ثلاثمائة سنة ].