ومنها : الخافضة الرافعة أي ترفع قوماً في الجنة وتخفض أخرى في النار، والخفض والرفع يستعملان عند العرب في المكان والمكانة والعز والإهانة، ونسب سبحانه الخفض والرفع للقيامة توسعاً ومجازاً على عادة العرب في إضافتها الفعل إلى المحل والزمان وغيرهما مما لم يمكن منه الفعل يقولون ليل قائم ونهار صائم وفي التنزيل بل مكر الليل والنهار والخافض والرافع على الحقيقة إنما هو الله تعالى وحده، فرفع أولياءه في أعلى الدرجات وجعل أعداءه في أسفل الدركات قال الله تعالى يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً * ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً وقال ﷺ في حديث جابر رضي الله عنه : نحن
يوم القيامة على كوم فوق الناس. قال ابن العربي وهذا حديث فيه تخليط في كتاب مسلم لم يتقنه رواية. ومعناه : أن جميع الخلق على بسيط من الأرض سواء إلا محمداً ﷺ وأمته فإنهم يرفعون جميعهم على شبه من الكوم ويخفض الناس عنهم، وفي رواية : أكون أنا وأمتي يوم القيامة على تل فيكسوني ربي حلة خضراء، ثم يؤذن لي فذلك المقام المحمود.