وقد يجوز أن يَقرأ: ﴿بِأىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾، والمعنى: بأى ذنب قُتِلْتُ. كما تقول فى الكلام: عبدالله بأى ذنب ضرِبَ، وبأى ذنب ضُرِبْتُ. وقد مرّ له نظائر من الحكاية، من ذلك [/ب] قول عنترة:
الشاتِمى عِرضى ولم أشتمها * والناذرين إذا لقيتهما دمى
والمعنى: أنهما كانا يقولان: إذا لقينا عنترة لنقتلنه. فجرى الكلام فى شعره على هذا المعنى واللفظ مختلف، وكذلك قوله
رَجْلان من ضَبة أخبرانا * إنا رأينا رجلا عريانا
والمعنى: أخبرانا أنهما، ولكنه جرى على مذهب القول، كما يقول: قال عبدالله: إنه إنه لذاهب وإنى ذاهب، والذهاب له فى الوجهين جميعا.
ومن قرأ: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ...﴾ ففيه وجهان: سئلتْ: فقيل لها: ﴿بِأَىِّ ذَنب قُتلتِ...﴾ ثم يجوز قُتلتْ. كما جاز فى المسألة الأولى، ويكون سئلت: سئل عنها الذين وأدُوها. كأنك قلت: طلبتْ منهم، فقيل: أين أولادُكم؟ وبأى ذنب قتلتموهم؟ وكل الوجوه حسنٌ بيّنٌ إِلاَّ أن الأكثر (سُئلتْ) فهو أحبُّها إلىّ.
﴿ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ...﴾.
شدّدها يحيى بن وثاب، وأصحابه، وخففها آخرون من أهل المدينة وغيرهم. وكلٌّ صواب، قال الله جل وعز: ﴿صُحُفاً مُّنَشَّرَةً﴾، فهذا شاهد لمن شدّد، ومنشورة عربى، والتشديد فيه والتخفيف لكثرته، وأنه جمع ؛ كما تقول: مررت بكباش مذبّحة، ومذبوحةٍ، فإذا كان واحدا لم يجز إلا التخفيف، كما تقول: رجل مقتول، ولا تقول: مُقَتَّل.
﴿ وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ ﴾
وقوله جل وعز: ﴿وَإِذَا السَّمَآءُ كُشِطَتْ...﴾.