شهادة محمد وأمته تحقيقاً لشهادة الرسل على قومها.
الثاني : شهادة الأرض والأيام والليالي بما عمل فيها وعليها.
الثالث : شهادة الجوارح قال الله تعالى : يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم وقال : وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا وذلك بين أيضاً في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
الرابع : حديث أنس رضي الله عنه وفيه ويختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله، وسيأتي بيان هذا الباب كله إن شاء الله تعالى.
ومناه : يوم الجدال قال الله تعالى : يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها أي تخاصم وتحاج عن نفسها. وجاء في الخبر : أن كل أحد يقول يوم القيامة نفسي نفسي من شدة أهوال يوم القيامة سوى محمد ﷺ فإنه يسأل في أمته. على ما يأتي.
وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال لكعب الأحبار يا كعب : خوفنا هيجنا حدثنا نبهنا فقال كعب : يا أمير المؤمنين والذي نفسي بيده لو وافيت يوم القيامة بمثل عمل سبعين نبياً لأتت عليك تارات ولا يهمك إلا نفسك وإن لجهنم زفرة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي منتخب إلا وقع جاثياً على ركبتيه، حتى إن إبراهيم الخليل ليدلى بالخلة فيقول رب أنا خليلك إبراهيم لا أسألك اليوم إلا نفسي. قال يا كعب : اين نجد ذلك في كتاب الله تعالى ؟ قال : قوله تعالى : يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون.
وقال ابن عباس رضي الله عنه في هذه الآية : ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد، فتقول الروح : رب الروح منك أنت خلقته لم يكن لي يد أبطش بها ولا رجل أمشي بها ولا عين أبصر بها ولا أذن أسمع بها ولا عقل أعقل به، حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فضعف عليه أنواع العذاب ونجني. فيقول الجسد : رب أنت خلقتني بيدك فكنت كالخشبة ليس لي يد أبطش بها ولا قدم أسعى بها ولا بصر أبصر به و


الصفحة التالية
Icon