لما كان أمر الآخرة لا ينحصر كان عظيماً بالإضافة إلى الدنيا ولما كان محدثاً له أول صار حقيراً بالإصافة إلى العظيم الذي لا يحد.
ومنها : يوم الوعيد وهو أن الباري سبحانه أمر ونهى ووعد وأوعد فهو أيضاً يوم الوعد والوعد للنعيم والوعيد للعذاب الأليم، وحقيقة الوعيد هو الخبر عن العقوبة عند المخالفة، والوعد الخبر عنى المثوبة عند الموافقة، وقد ضل في هذه المسألة المبتدعة وقالوا : إن من أذنب ذنباً واحداً فهو مخلد في النار تخليد الكفار أخذاً بظاهر هذا اللفظ في آي فلم يفهموا العربية ولا كتاب الله وأبطلوا شفاعة رسول الله ﷺ. وسيأتي الرد عليهم في أبواب من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
ومنها : يوم الدين. وهو في لسان العرب الجزاء قال الشاعر :
حصادك يوماً ما زرعت وإنما يدان الفتى فيه كما هو دائن
وقال آخر :
واعلم يقيناً أن ملكك زائل واعلم بأنك كما تدين تدان
ومنها : يوم الجزاء. قال الله تعالى : اليوم تجزون ما كنتم تعملون وقال : اليوم تجزى كل نفس بما كسبت وهو أيضاً يوم الوفاء. قال الله تعالى : يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق أي حسابهم وجزاؤهم والجنة جزاء الحسنات والنار جزاء السيئات. قال الله تعالى في المعنيين جزاء بما كانوا يكسبون وجزاء بما كانوا يعملون وقال في جهة الوعيد كذلك نجزي كل كفور.
ومنها : يوم الندامة. وذلك أن المحسن إذا رأى جزاء إحسانه والكافر جزاء
كفره ندم المحس أن لا يكون مستكثراً، وندم المسيء أن لا يكون استعتب، فإذا صار الكافر إلى عذاب لا نفاد له تحسر، فلذلك سمي يوم الحسرة قال الله تعالى : وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وذلك عند ذبح الموت على ما يأتي وهم في غفلة يعني الآن عن ذلك اليوم. والحسرة : عبارة عن استشكاف المكروه بعد خفائه.
ومنها : يوم التبديل. قال الله تعالى : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات و
قد تقدم القول في ذلك مستوفى.


الصفحة التالية
Icon