[حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال] حدثنا الفراء قال: حدثنى قيس بن الربيع عن عاصم ابن أبى النجود عن زر بن حبيش قال: أنتم تقرءون: (بضنين) ببخيل، ونحن نقرأ (بظنين) بِمتَّهم. وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت(بضنين) وهو حسن، يقول: يأتيه غيب السماء، وهو منفوس فيه فلا يضن به عنكم، فلو كان مكان: على ـ عن ـ صلح أو الباء كما تقول: ما هو بضنين بالغيب. والذين قالوا: بظنين. احتجوا بأن على تقوّى قولهم، كما تقول: ما أنت على فلان بمتهم، وتقول: ما هو على الغيب بظنين: بضعيف، يقول: هو محتمل له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو الشىء القليل: هو ظنون. سمعت بعض قضاعة يقول: ربما دلّك على الرأى الظنون، يريد: الضعيف من الرجال، فإن يكن معنى ظنين: ضعيفاً، فهو كما قيل: ماءٌ شريب، وشروب، وقرونى، وقرينى، وسمعت: قرونى وقرينى، وقرُونتى وقرينتى ـ إلا أنّ الوجه ألاّ تدخِل الهاء. وناقة طعوم وطعيم، وهى التى بين الغثّة والسمينة.
﴿ فَأيْنَ تَذْهَبُونَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ...﴾.
العرب تقول: إلى أينَ تذهب؟ وأينَ تذهب؟ ويقولون: ذهبت الشامَ، وذهبت السوق، وانطلقت الشام، وانطلقت السوق، وخرجت الشام ـ سمعناه فى هذه الأحرف الثلاثة: خرجت، وانطلقت، وذهبت. وقال الكسائى: سمعت العرب تقول: انطُلِقَ به الفورَ، فتنصب على معنى إلقاء الصفة، وأنشدنى بعض بنى عُقَيل.
تَصيحُ بنا حَنيفةُ إذ رأتنا * وأىّ الأرض تذهبُ للصِّياح
يريد: إلى أى الأرض تذهب [/ا] واستجازوا فى هؤلاء الأحرف إلقاءَ (إلى) لكثرة استعمالهم إياها. أ هـ ﴿معانى القرآن / للفراء حـ ٣ صـ ٢٣٩ ـ ٢٤٣﴾