وهذه الحقيقة لم تكتشف إلا في العقود المتأخرة من القرن العشرين، وورودها في القرآن الكريم الذي أنزل قبل ألف وأربعمائة سنة بهذه التعبيرات العلمية الدقيقة علي نبي أمي ( صلي الله عليه وسلم )، في أمة كانت غالبيتها الساحقة من الأميين، هي شهادة صدق علي أن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الذي أبدع هذا الكون بعلمه وحكمته وقدرته، وعلي أن سيدنا محمدا بن عبدالله كان موصولا بالوحي، معلما من قبل خالق السماوات والأرض، وأنه ( صلي الله عليه وسلم ) ما كان ينطق عن الهوي، إن هو إلا وحي يوحي.
الخنس الجوار الكنس في نظر بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين
يري بعض الفلكيين المسلمين المعاصرين في الوصف القرآني : الخنس
الجواري الكنس أنه وصف للمذنبات
(Comets)،
وهي أجرام سماوية ضئيلة الكتلة ( لا تكاد تصل كتلتها إلي واحد من المليون من كتلة الأرض ) ولكنها مستطيلة بذنبها إلي ما قد يصل إلي ١٥٠ مليون كيلو متر مما يجعلها أكبر أجرام المجموعة الشمسية، حيث تتحرك في مدارات حول الشمس، بيضاوية تقع الشمس في أحد طرفيها ونحن نراها كلما اقتربت من الشمس، وهذه المدارات لا تتبع قوانين الجاذبية بدقة، وتتميز بشئ من اللامركزية، وبميل أكبر علي مستوي مدار الأرض، مما يجعل المذنبات تظهر وتختفي بصورة دورية علي فترات تطول وتقصر. والمذنبات تتكون أساسا من خليط من الثلج والغبار، وللمذنب رأس وذنب، وللرأس نواة يبلغ قطرها عدة كيلو مترات قليلة عبارة عن كرة من الثلج والغبار تحيط بها هالة من الغازات والغبار، وتحيط بالهالة سحابة من غاز الإيدروجين قد يصل قطرها إلي مليون كيلو متر.
والغبار المكون للمذنبات شبيه في تركيبه الكيميائي والمعدني بتركيب بعض النيازك، وأما الثلج فهو خليط من ثلج كل من الماء، وثاني أكسيد الكربون، والأمونيا، والميثين.