وقال ملا حويش :
تفسير سورة التكوير
عدد ٧ - ٨١ وتسمى كورت
نزلت بمكة بعد (المسد) وهي تسع وعشرون آية ومثلها في عد الآي الفتح والحديد ومائة وأربع كلمات، وخمسمائة وثلاثون حرفا، ويوجد في القرآن سبع سور مبدوءة بلفظ إذا : هذه، والواقعة، والمنافقون، والانفطار، والانشقاق، والزلزلة، والنصر.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى :"إِذَا" ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه "الشَّمْسُ" الجرم المعهود أحد الكواكب السيارة السبع وقد أخبر اللّه بما تؤول إليه عند إرادته ابادة هذا الكون بقوله "كُوِّرَتْ ١" لغت وغورت واضحات وذهب نورها "وَإِذَا النُّجُومُ" يشمل بقية السيارات وغيرها كالثريا والشعرى وبنات نعش وغيرها "انْكَدَرَتْ ٢" اغبرّت وذهب ضوءها وانقضت من أماكنها وسقطت من مواقعها وفرط نظامها وتناثرت "وَإِذَا الْجِبالُ" الشامخات الرّواسي "سُيِّرَتْ ٣" من أماكنها فارتجت عن وجه الأرض وصارت هباء "وَإِذَا الْعِشارُ" الإبل العشر التي مر عليها عشرة أشهر وهي أنفس مال العرب وكذلك غيرها من الحيوانات "عُطِّلَتْ ٤" أهملت وتركت بلا راع لهول ما يشاهدون في ذلك اليوم وكانوا قبله يلازمونها "وَإِذَا الْوُحُوشُ" دواب البر والبحر "حُشِرَتْ ٥" جمعت في المحل الذي يريده اللّه بذلك اليوم ليقتص بعضها من بعض ومن القرناء للجلحاء ثم تكون ترابا فيتمنى الكافر إذ ذاكلو كان مثلها تخلصا من العذاب الأليم، وفي هذه الآية إيذان بأن هول القيامة لا يقتصر على البشر وما يألفه من الحيوانات بل يتعدى إلى دواب البحر والبرّ وإلى الجمادات أيضا، وهذا يكون بعد النفخة الثانية.