فالتي في الدنيا أي في آخر يوم من أيامها من أول السورة إلى (سُجِّرَتْ) والتي في الآخرة من (وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ) إلى (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)، وروى البخاري عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلم قال : الشمس والقمر يكوران يوم القيامة، وعن ابن
عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ :(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)، (وإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ)، (وإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) قال تعالى "فَلا أُقْسِمُ" لا هنا للتأكيد وليست بزائدة كما قاله بعض المفسرين لأن كلام اللّه لا زيادة فيه كما أنه لا نقص فيه البتة كما نوهنا به في بحث القراءات في المقدمة وسيأتي لهذا البحث صلة في سورة القيامة الآتية.
وأعلم أنه لا يقال ما معنى القسم من الحضرة الإلهية لأن المؤمن يصدقّه القسمين الأولين بقوله :(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ) الآية ١٨ من آل عمران في ج ٢ والأقسام الموجودة في القرآن على نوعين قسم بنفسه الكريمة وهي في سبعة مواضع فقط : ١ (قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ) الآية ٥٣ من سورة يونس، ٢ (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ) الآية ٩٢ من سورة الحجر، ٣ (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) من سورة المعارج، ٤ (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ) الآية ٢٣ من سورة الذاريات في ج ٢، ٥ (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) الآية ٦٤ من سورة النساء، ٦ (قُلْ بَلى وَرَبِّي) الآية ٧ من سورة التغابن في ج ٣، ٧ (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) الآية ٦٨ من سورة مريم الآتية وقسم بمخلوقاته وهو كثير مثل :(وَالضُّحى، وَالشَّمْسِ، وَاللَّيْلِ، وَالْعَصْرِ، وَالتِّينِ) وغيرها.


الصفحة التالية
Icon