وقد عَشَّرت الناقة تعشيراً : أي صارت عُشَراء.
وقيل : العِشار : السحاب يُعَطَّل مما يكون فيه وهو الماء فلا يمطر ؛ والعرب تشبه السحاب بالحامل.
وقيل : الديار تُعَطَّل فلا تُسكن.
وقيل : الأرض التي يُعَشَّر زرْعها تعطل فلا تزرع.
والأوّل أشهر، وعليه من الناس الأكثر.
﴿ وَإِذَا الوحوش حُشِرَتْ ﴾ أي جمعتْ والحشر : الجمع.
عن الحسن وقتادة وغيرهما.
وقال ابن عباس : حَشْرها : موتها.
رواه عنه عِكرمة.
وحَشْر كل شيء : الموت غيرَ الجن والإنس، فإنهما يُوافيان يوم القيامة.
وعن ابن عباس أيضاً قال : يُحْشَر كل شيء حتى الذُّباب.
قال ابن عباس : تحشر الوحوش غداً : أي تجمع حتى يُقتصَّ لبعضها من بعض، فيقتصَّ للجَمّاء من القَرْناء، ثم يقال لها كوني تراباً فتموت.
وهذا أصح مما رواه عنه عِكرمة، وقد بيناه في كتاب "التذكرة" مستوفى، ومضى في سورة "الأنعام" بعضُه.
أي إن الوحوش إذا كانت هذه حالها فكيف ببني آدم.
وقيل : عُنِي بهذا أنها مع نُفْرتها اليوم من الناس وتنددها في الصحارَى، تنضم غداً إلى الناس من أهوال ذلك اليوم.
قال معناه أبيُّ بن كعب.
﴿ وَإِذَا البحار سُجِّرَتْ ﴾ أي ملئت من الماء ؛ والعرب تقول : سَجَرت الحوضَ أَسَجِّره سَجْرا : إذا ملأته، وهو مسجور، والمسجور والساجر في اللغة : الملآن.
وروى الربيع بن خيثم : سُجِّرت : فاضت ومُلئت.
وقاله الكلبيّ ومقاتل والحسن والضحاك.
قال ابن أبي زَمْنين : سُجِّرت : حقيقته مُلِئت، فيفِيض بعضها إلى بعض، فتصير شيئاً واحداً.
وهو معنى قول الحسن.
وقيل : أرسِل عَذْبها على مالحها، ومالحها على عذبها، حتى امتلأت.
عن الضحاك ومجاهد : أي فُجرت فصارت بحراً واحداً.
القشيريّ : وذلك بأن يرفع الله الحاجز الذي ذكره في قوله تعالى :﴿ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ ﴾ [ الرحمن : ٢٠ ]، فإذا رفع ذلك البرزخ تفجرت مياه البحار، فعمت الأرض كلها، وصارت البحار بحراً واحداً.