وليل دجوجي تنفس فجره... لهم بعد أن خالوه لن يتنفسا
والضمير في ﴿ إنه ﴾ للقرآن، و" الرسول الكريم " في قول جمهور المتأولين : جبريل عليه السلام، وقال آخرون : هو محمد عليه السلام في الآية، والقول الأول أصح، و﴿ كريم ﴾ في هذه الآية يقتضي رفع المذام، ثم وصفع بقوة منحه الله إياها، وختلف الناس في تعليق :﴿ عند ذي العرش ﴾، فذهب بعض المتأولين إلى تعلقه بقوله :﴿ ذي قوة ﴾، وذهب آخرون إلى أن الكلام تم في قوله :﴿ ذي قوة ﴾ وتعلق الظرف : ب ﴿ مكين ﴾، و﴿ مكين ﴾ معناه : له مكانة ورفعة، وقوله تعالى :﴿ مطاع ثم أمين ﴾ أي مقبول القول مصدق بقوله مؤتمن على ما يرسل به، ويؤدي من وحي وامتثال أمر، وقرأ أبو جعفر :" ثُم أمين " بضم الثاء، وذكر الله تعالى نفسه بالإضافة إلى عرشه تنبيهاً على عظم ملكوته، وأجمع المفسرون على أن قوله :﴿ وما صاحبكم ﴾ يراد به محمد ﷺ، والضمير في ﴿ رآه ﴾ : جبريل عليه السلام، وهذه الرؤية التي كانت بعد أمر غار حراء حين رآه على كرسي بين المساء والأرض، وقيل هذه الرؤيا التي رآه عند سدرة المنتهى في الإسراء، وسمى ذلك الموضع أفقاً مجازاً، وقد كانت لرسول الله ﷺ رؤية ثانية بالمدينة، وليست هذه، ووصف الأفق ب ﴿ المبين ﴾، لأنه كان بالشرق من حيث تطلع الشمس، قاله قتادة وأيضاً فكل أفق فهو في غاية البيان، وقوله تعالى ﴿ وما هو على الغيب بضنين ﴾ بالضاد بمعنى : بخيل أي يشح به، ولا يبلغ ما قيل له، ويبخل كما يفعل الكاهن حتى يعطى حلوانه، وبالضاد هي خطوط المصاحف كلها، فيما قاله الطبري وهي قراءة نافع وعاصم وابن عامر وحمزة وعثمان بن عفان وابن عباس والحسن وأبي رجاء والأعرج وأبي جعفر وشيبة وجماعة وافرة.