﴿ في أي صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ ﴾ في أيّ صورة متعلق بركبك، و " ما " مزيدة، و ﴿ شاء ﴾ صفة لصورة، أي : ركّبك في أيّ صورة شاءها من الصور المختلفة، وتكون هذه الجملة كالبيان لقوله :﴿ فَعَدَلَكَ ﴾ والتقدير : فعدّلك : ركبك في أيّ صورة شاءها، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أنه حال أي : ركبك حاصلاً في أيّ صورة.
ونقل أبو حيان عن بعض المفسرين أنه متعلق بعدّلك.
واعترض عليه بأن " أيّ " لها صدر الكلام، فلا يعمل فيها ما قبلها.
قال مقاتل، والكلبي، ومجاهد : في أيّ شبه من أب أو أمّ، أو خال أو عم.
وقال مكحول : إن شاء ذكراً، وإن شاء أنثى، وقوله :﴿ كَلاَّ ﴾ للردع والزجر عن الاغترار بكرم الله، وجعله ذريعة إلى الكفر به، والمعاصي له، ويجوز أن يكون بمعنى : حقاً، وقوله :﴿ بَلْ تُكَذّبُونَ بالدين ﴾ إضراب عن جملة مقدّرة ينساق إليها الكلام، كأنه قيل : بعد الردع، وأنتم لا ترتدعون عن ذلك بل تجاوزونه إلى ما هو أعظم منه من التكذيب بالدين وهو الجزاء، أو بدين الإسلام.
قال ابن الأنباري : الوقف الجيد على الدين، وعلى ركبك، وعلى ﴿ كلاً ﴾ قبيح، والمعنى : بل تكذبون يا أهل مكة بالدين، أي : بالحساب، وبل لنفي شيء تقدّم، وتحقيق غيره، وإنكار البعث قد كان معلوماً عندهم، وإن لم يجر له ذكر.
قال الفراء : كلا ليس الأمر، كما غررت به.
قرأ الجمهور ﴿ تكذبون ﴾ بالفوقية على الخطاب.
وقرأ الحسن، وأبو جعفر، وشيبة بالتحتية على الغيبة.
وجملة :﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لحافظين ﴾ في محل نصب على الحال من فاعل تكذبون، أي : تكذبون، والحال أن عليكم من يدفع تكذيبكم، ويجوز أن تكون مستأنفة مسوقة لبيان ما يبطل تكذيبهم، والحافظين : الرقباء من الملائكة الذين يحفظون على العباد أعمالهم، ويكتبونها في الصحف.