وقال ملا حويش :
تفسير سورة الانفطار
عدد ٣٢ - ٨٢
نزلت بمكة بعد سورة النازعات، وهي تسع عشرة آية وثمانون كلمة، وثلاثمائة وعشرون حرفا.
وتسمى سورة المنفطرة وانفطرت.
ومثلها في عدد الآي سورة الأعلى، لا ناسخ ولا منسوخ فيها، ويوجد سور مبدوءة بما بدنت به، ألمعنا إليها قبل ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت بها من اللفظة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال تعالى :"إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ" ١ انشقت، قال ابن عبّاس : ما كنت أعرف معنى فاطر حتى اختلف اعرابي مع آخر في بئر فقال أنا فطرته، أي شققته وحفرته "وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ" ٢ تساقطت من مواقعها "وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ" ٣ على بعضها وزالت البرازخ من
بينها فاختلطت "وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ" ٤ بعث من فيها وقيل أصلها بعثت وأثيرت فهي منحوتة مثل سبحل وحمدل وحوقل ودمعز وصلعم إلى غير ذلك مما جاء في باب النحت، وما قاله أبو حيان بأن الراء ليست من أحرف الزيادة فلا تدخل في باب النحت فهو سهو منه لأن النحت غير التركيب، وعليه يكون المعنى نبشت وأخرج أهلها، وجواب إذا "عَلِمَتْ نَفْسٌ" برة كانت أو فاجرة "ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ" ٥ في الدنيا من عمل فإنها تعلمه حينذاك صالحا أو سيئا إذ تنشر الصحف بعد البعث في المحشر فيقف كل على عمله، ثم يقال لأهل تلك النفوس بعد أن يستقر بهم الحال في الموقف "يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ" ٦ حتى تنكر هذا اليوم العظيم بالدنيا وتسوف بالتوبة ولا ترجع إلى ربك الذي رباك ولا تسلك طريق هداك وإلى متى :
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها إن السفينة لا تجري على اليبس