فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة


قال ابن خالويه :
ومن سورة الانفطار
قوله تعالى ﴿ إذا السماء انفطرت ﴾ وما اشبهها مما اخبر فيه عن مستقبل بلفظ الماضي فمعناه انه كائن عنده لا محالة وواقع لا شك فيه
والفعل الماضي يأتي بلفظه ومعناه الاستقبال في ثلاثة مواضع فيما اخبر الله عز وجل به وفي الشرط وفي الدعاء فما اتاك في هذه الثلاثة بلفظ الماضي فمعناه الاستقبال ودليله واضح بين
قوله تعالى ﴿ فعدلك ﴾ يقرأ بالتشديد والتخفيف فوجه التشديد فيه قومك وساوى بين ما ازدوج من اعضائك ووجه التخفيف انه صرفك الى أي صورة شاء من طويل وقصير وحسن وقبيح
فأما قوله ﴿ هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء ﴾ فمعناه ان النطفة اذا قامت اربعين يوما صارت علقة اربعين يوما ومضغة اربعين يوما ثم يرسل الله تعالى اليها ملكا معه تراب من تربة العبد فيعجنه بها ثم يقول يا رب طويل ام قصير غني أم فقير شقي ام سعيد فهذا معنى قوله ﴿ كيف يشاء ﴾
قوله تعالى ﴿ وما أدراك ﴾ يقرأ بالإمالة والتفخيم وبين ذلك وقد ذكرت الحجة فيه
وما كان في كتاب الله تعالى من قوله ﴿ وما أدراك ﴾ فقد ادراه وما كان فيه من قوله ﴿ وما يدريك ﴾ فلم يدره بعد
قوله تعالى ﴿ يوم لا تملك ﴾ يقرأ بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع انه جعله بدلا من اليوم الاول واضمر له ﴿ هو ﴾ اشارة الى ما تقدم وكناية عنه فرفعه به والحجة لمن نصب انه جعله ظرفا للدين والدين الجزاء
فإن قيل فما معنى قوله ﴿ والأمر يومئذ لله ﴾ وكل الامور له تعالى في ذلك اليوم وغيره فقل لما كان الله تعالى قد استخلف قوما فيما هو ملك له ونسب الملك اليهم مجازا عرفهم انه لا يملك يوم الدين احد ولا يستخلف فيه من عباده سواه. أ هـ ﴿الحجة فى القراءات السبعة صـ ٣٦٤ ـ ٣٦٥﴾


الصفحة التالية
Icon