فصل
قال الفخر :
﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ (١) ﴾
اعلم أن المراد أنه إذا وقعت هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة، فهناك يحصل الحشر والنشر، وفي تفسير هذه الآيات مقامات الأول : في تفسير كل واحد من هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة وهي ههنا أربعة، اثنان منها تتعلق بالعلويات، واثنان آخران تتعلق بالسفليات الأول : قوله :﴿إِذَا السماء انفطرت﴾ أي انشقت وهو كقوله :﴿وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السماء * بالغمام﴾ [ الفرقان : ٢٥ ]، ﴿إِذَا السماء انشقت﴾ [ الإنشقاق : ١ ]، ﴿فَإِذَا انشقت السماء فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان﴾ [ الرحمن : ٣٧ ]، ﴿وَفُتِحَتِ السماء فَكَانَتْ أبوابا﴾ [ النبأ : ١٩ ] و ﴿السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ﴾ [ المزمل : ١٨ ] قال الخليل : ولم يأت هذا على الفعل، بل هو كقولهم : مرضع وحائض، ولو كان على الفعل لكان منفطرة كما قال :﴿إِذَا السماء انفطرت﴾ أما الثاني وهو قوله :﴿وَإِذَا الكواكب انتثرت﴾ فالمعنى ظاهر لأن عند انتقاض تركيب السماء لا بد من انتثار الكواكب على الأرض.