السؤال الثاني : هو أن اللغة المعتادة أن يقال كالوا لهم، أو وزنوا لهم، ولا يقال كلته ووزنته فما وجه قوله تعالى :﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ﴾ ؟ والجواب من وجوه : الأول : أن المراد من قوله ( كالوهم أو وزنوهم ) كالوا لهم أو وزنوا لهم، فحذف الجار وأوصل الفعل.
قال الكسائي والفراء : وهذا من كلام أهل الحجاز، ومن جاورهم يقولون : زنى كذا، كلى كذا، ويقولون صدتك وصدت لك، وكسبتك وكسبت لك، فعلى هذا الكناية في كالوهم ووزنوهم في موضع نصب الثاني : أن يكون على حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه، والتقدير : وإذا كالوا مكيلهم، أو وزنوا موزونهم الثالث : يروى عن عيسى بن عمر، وحمزة أنهما كانا يجعلان الضميرين توكيداً لما في كالوا ويقفان عند الواوين وقيفة يبينان بها ما أرادا، وزعم الفراء والزجاج أنه غير جائز، لأنه لو كان بمعنى كالوهم لكان في المصحف ألف مثبتة قبل هم، واعترض صاحب "الكشاف" على هذه الحجة، فقال إن خط المصحف لم يراع في كثير منه حد المصطلح عليه في علم الحظ والجواب أن إثبات هذه الألف لو لم يكن معتاداً في زمان الصحابة فكان يجب إثباتها في سائر الأعصار، لما أنا نعلم مبالغتهم في ذلك، فثبت أن إثبات هذه الألف كان معتاداً في زمان الصحابة فكان يجب إثباته ههنا.
السؤال الثالث : ما السبب في أنه قال :﴿وَيْلٌ لّلْمُطَفّفِينَ * الذين إِذَا اكتالوا﴾ ولم يقل إذا انزنوا، ثم قال :﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ﴾ فجمع بينهما ؟ أن الكيل والوزن بهما الشراء والبيع فأحدهما يدل على الآخر
السؤال الرابع : اللغة المعتادة أن يقال خسرته، فما الوجه في أخسرته ؟ الجواب قال الزجاج : أخسرت الميزان وخسرته سواء أي نقصته، وعن المؤرج يخسرون ينقصون بلغة قريش.
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية
Icon