وطِفاف المَكُّوك وطَفافه بالكسر والفتح : ما ملأ أصباره، وكذلك طَفُّ المَكُّوكِ وطَففُه ؛ وفي الحديث :" كلكم بنو آدم طَفَّ الصاعِ لم تملئوه " وهو أن يقرب أن يمتلىء فلا يفعل ؛ والمعنى بعضُكم من بعض قريب، فليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى.
والطُّفاف والطُّفافة بالضم : ما فوق المكيالِ.
وإناء طُفاف : إذا بلغ المِلء طفافه ؛ تقول منه : أطفَفْت.
والتطفيف : نقص المِكيال وهو ألا تملأه إلى أصباره، أي جوانبه ؛ يقال : أدهقت الكأس إلى أصبارها أي إلى رأسها.
وقول ابن عمر حين ذكر النبي ﷺ سَبْق الخيل : كنت فارساً يومئذ فسبقت الناس حتى طَفَّف بي الفَرَس مسجدَ بني زُرَيق، حتى كاد يساوي المسجد.
يعني : وثب بي.
الرابعة المطفِّف : هو الذي يُخْسر في الكيل والوزن، ولا يوفي حَسْب ما بيناه ؛ وروي ابن القاسم عن مالك : أنه قرأ ﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ﴾ فقال : لا تُطَفِّفْ ولا تَخْلُب، ولكن أرسلْ وصُبّ عليه صَبّاً، حتى إذا استوفى أرسل يدك ولا تُمْسِك.
وقال عبد الملك بن الماجشون : نهى رسول الله ﷺ عن مسح الطُّفاف، وقال : إن البركة في رأسه.
قال : وبلغني أن كيل فرعون كان مسحاً بالحديد.
قوله تعالى :﴿ الذين إِذَا اكتالوا عَلَى الناس يَسْتَوْفُونَ ﴾ قال الفَراء : أي من الناس ؛ يقال : اكتلت منك : أي استوفيت منك، ويقال اكتلت ما عليك : أي أخذت ما عليك.
وقال الزَّجاج : أي إذا اكتالوا من الناس استوفوا عليهم الكيل ؛ والمعنى : الذين إذا استوفوا أخذوا الزيادة، وإذا أوفَوا أو وزنوا لغيرهم نقصوا، فلا يرضَون للناس ما يرضون لأنفسهم.
الطبري :"على" بمعنى عند.
قوله تعالى :﴿ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ ﴾.
فيه مسألتان :