ذكروا أنها الصخرة التى تحت الأرض، ونرى أنه صفة من صفاتها ؛ لأنه لو كان لها اسما لم يجر.
وإِن قلت: أجريتُه لأنى ذهبت بالصخرة إلى أنها الحجر الذى فيه الكتاب كان وجها.
﴿ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ...﴾.
يقول: كثرت المعاصى والذنوب منهم، فأَحاطت بقلوبهم فذلك الرَّين عليها. وجاء فى الحديث: ان عمرَ بن ِالخطاب رحمه الله، قال للأسيفع أصبَح قدرِين به. يقول: قد أحاط بماله [/ب]، الدين وأنشدنى بعض العرب:
* لم ترو حتى هجرت ورين بى *
يقول: حتى غُلبتُ من الإعياء، كذلك غلبَةُ الدَّينِ، وغلبةُ الذنوبِ.
﴿ كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ...﴾.
يقول القائل: كيف جمعت (عِلِّيون) بالنون، وهذا من جمع الرجال ؛ فإن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناءً من واحد واثنين، فقالوه فى المؤنث، والمذكر بالنون، فمن ذلك هذا، وهو شىء فوق شىء غير معروف واحده ولا أثناه.
وسمعتُ بعضَ العرب يقول: أَطْعَمَنا مرقة مَرَقَيْن يريد: الألحُمَ إذا طبخت بمرق.
قال، وقال الفراء مرة أخرى: طبخت بماء واحد. قال الشاعر:
قد رَوِيَتْ إلا الدُّهَيْدِهينَا * قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرينَا
فجمع بالنون ؛ لأنه أراد: العدد الذى لا يُحَدُّ، وكذلك قول الشاعر:
فأصبحت المذَاهِبُ قد أذاعت * بِهَا الإعصارُ بعد الوابلينا
أراد: المطر بعد المطر غير محدود. ونرى أن قول العرب:
عشرون، وثلاثون ؛ إذ جعل للنساء وللرجال من العدد الذى يشبه هذا النوع، وكذلك عليّون: ارتفاعٌ بعد ارتفاع ؛ وكأنه لا غاية له.
﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾
وقوله عز وجل: ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ...﴾.


الصفحة التالية
Icon