وهي معنى قول الطبري.
وقال الزجاج : إعراب هذا الأسم كإعراب الجمع، كما تقول : هذه قِنَّسْرون، ورأيت قِنسرين.
وقال يونس النحوي واحدها : عِليّ وعِلية.
وقال أبو الفتح : عِليين : جمع عِليّ، وهو فِعِّيل من العلوّ.
وكان سبيله أن يقول عِلِّية كما قالوا للغرفة عِلِّية ؛ لأنها من العلو، فلما حذف التاء من عِلية عوضوا منها الجمع بالواو والنون، كما قالوا في أرضين.
وقيل : إن عليين صفة للملائكة، فإنهم الملأ الأعلى ؛ كما يقال : فلان في بني فلان ؛ أي هو في جملتهم وعندهم.
والذي في الخبر من حديث ابن عمر أنّ رسول الله ﷺ قال :" إن أهل عِليين لينظرون إلى الجنة من كذا، فإذا أشرف رجل من أهل عِليين أشرقت الجنة لضياء وجهه، فيقولون : ما هذا النور؟ فيقال أشرف رجل من أهل عِليين الأبرار أهل الطاعة والصدق "
وفي خبر آخر :" إن أهل الجنة ليرون أهل عِليين كما يُرى الكوكب الدُّرِّيُّ في أفق السماء " يدل على أن عِليين اسم الموضع المرتفع.
وروى ناس عن ابن عباس في قوله "عِليين" قال : أخبر أن أعمالهم وأرواحهم في السماء الرابعة.
ثم قال :﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴾ أي ما الذي أعلمك يا محمد أي شيء عليون؟ على جهة التفخيم والتعظيم له في المنزلة الرفيعة.
ثم فسره له فقال :﴿ كِتَابٌ مَّرْقُومٌ يَشْهَدُهُ المقربون ﴾.
وقيل : إن "كتاب مرقوم" ليس تفسير العِليين، بل تم الكلام عند قوله "عليون" ثم ابتدأ وقال :"كتاب مرقوم" أي كتاب الأبرار كتاب مرقوم ولهذا عكس الرقم في كتاب الفجار ؛ قاله القشيريّ.


الصفحة التالية
Icon