وقال ملا حويش :
تفسير سورة المطففين
عدد ٣٦ - ٨٦ - ٨٣
نزلت بمكة بعد سورة العنكبوت وهي ست وثلاثون آية، ومئة وتسع وستون كلمة، وتسعمنة وثلاثون حرفا وتسمى سورة التطفيف.
لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
لا يوجد سورة مبدوءة بما بدئت به، إلا سورة الهمزة، ولا سورة مختومة بما ختمت به، ولا مثلها في عدد الآي.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"وَيْلٌ" الشر الشديد والحزن المزيد والهلاك العظيم والعذاب الأليم، قيل هو واد في جهنم خاص "لِلْمُطَفِّفِينَ" ١ الذين ينقصون الكيل والميزان، ويدخل فيه الذراع وما ضاهاه، أخرج الإمام أحمد والترمذي عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم (ويل) واد في جهنم
يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره، وفي صحيح ابن حبان والحاكم واد بين جبلين يهوي فيه الكافر إلخ.
وروى ابن أبي حاتم عن عبد اللّه أنه واد في جهنم من قيح.
مطلب التطفيف في الكيل والوزن والذراع، والحكم الشرعي فيها :
ثم وصف اللّه تعالى هؤلاء المطففين بقوله عز قوله "الَّذِينَ إِذَا اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ" ٢ الكيل تماما بل بزيادة على المعتاد إذا اشتروا منهم، وبقوله جل قوله "وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ" ٣ ينقصون الكيل والميزان عند ما يبيعونهم شيئا، وهذه صفة كاشفة لكيفية تطفيفهم الذي استحقوا به الويل، ولم يقل جل شأنه ينقصون، لأن من يسرق في الكيل والميزان والذراع مثلا يسرق شيئا طفيفا بحيث لا يحس به غالبا، ولهذا قال المطففين.
واعلم أن حرف على ومن يعتقبان في هذا الموضع، لأنه حق عليه، فإذا قال اكتلت عليك فكأنه قال أخذت ما عليك، وإن قال أكتلت منك فكأنه قال استوفيت منك، وكالوهم من باب الحذف والإيصال أي كالوا لهم، ويقال كاله ووزنه أي كال له ووزن له، كما يقال نصحتك ونصحت لك، وعليه قوله :


الصفحة التالية
Icon