و قيل إنه تمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسمّه، قال ابن شهاب : ولم يبلغنا في الأحاديث أن رسول اللّه تمثل بيت شعر تام غير هذا البيت، وهو من الرجز ولا يسمى الرجز شعرا، وقد ذكرنا ما يتعلق بهذا في الآية ٦٨ من سورة الشعراء والآية ٧٠ من سورة يس في ج ١، أخرجه البخاري، وقد أخرج الدارقطني وابن
شاهين وابن مردويه وغيرهم عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لأبي بكر رضي اللّه عنه أنت صاحبي في الغار وأنت رفيقي على الحوض.
وأخرج ابن عساكر من حديث ابن عباس رضي اللّه عنهما وأبي هريرة مثله، وأخرج هود ابن عدي عن طريق الزهري عن أنس أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم قال لحسان هل قلت في أبي بكر شيئا ؟ قال نعم، قال قل، فقال رضي اللّه عنه من جملة ما قال في حقه :
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد طاف العدوّ به إذ صاعد الجبلا
وكان حب رسول اللّه قد علموا من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول اللّه حتى بدت نواجذه، ثم قال صدقت يا حسان هو كما قلت، وقال بعضهم إن شبان قريش ذهبوا نحو الغار بأسلحتهم حتى كانوا عنه قدر أربعين ذراعا فتقدم أحدهم وهو أمية بن خلف فقال إن عليه لعنكبوتا قبل ميلاد محمد، فانصرفوا، وزاد البيهقي في الدلائل أن أبا بكر صار يمشي مرة عن يساره، ومرة عن يمينه، وانه قال لحضرة الرسول لا آمن عليك وان محمدا صلّى اللّه عليه وسلم صار يمشي على أطراف أصابعه حتى حقيت رجلاه، فلما رأى ذلك أبو بكر حمله على كاهله وجعل يشتد به حتى فم الغار، قالوا وجرح صبع أبي بكر أثناء كله الغار، فجعل يمسح الدم ويقول :
ما أنت إلا أصبح دميت وفي سبيل اللّه ما لقيت


الصفحة التالية
Icon