الوزن نقصوا، وليس ذلك بمقصود لأن الكلام واقع في الفعل لا في المباشر، ألا ترى أن اكتالوا على الناس معناه : قبضوا منهم وكالوهم أو وزنوهم معناه : دفعوا لهم. فقابل القبض بالدفع. وأما على هذا الوجه الضعيف فهو خروج عن المقصود، قال ابن عطية : ظاهر الآية أن الكيل والوزن على البائعين وليس ذلك بالجلي. قال : صدر الآية في المشترين، فهم الذين يستوفون أو يشاحُّون ويطلبون الزيادة، وقوله : وإذ كالوهم أو وزنوهم في البائعين فهم الذين يُخْسِرون المشتري.
﴿ أَلا يَظُنُّ أولئك أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ يعني يوم القيامة، وهذا تهديد للمطففين وإنكار لفعلهم، وكان عبد الله بن عمر إذا مر بالبائع يقول له : اتق الله وأوف الكيل، فإن المطففين يوقفون يوم القيامة لعظمة الرحمن ﴿ يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين ﴾ الظرف منصوب بقوله : مبعوثون وقيل : بفعل مضمر أو بدل من يوم عظيم، وقيام الناس يوم القيامة على حسب اختلافهم، فمنهم من يقوم خمسين ألف سنة وأقل من ذلك حتى أن المؤمن يقوم على قدر الصلاة مكتوبة.


الصفحة التالية
Icon