﴿ كَلاَّ ﴾ ردع عن التطفيف والغفلة عن البعث والحساب. ﴿ إِنَّ كتاب الفجار ﴾ ما يكتب من أعمالهم أو كتابة أعمالهم. ﴿ لَفِى سِجّينٍ ﴾ كتاب جامع لأعمال الفجرة من الثقلين كما قال :
﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجّينٌ كتاب مَّرْقُومٌ ﴾ أي مسطور بين الكتابة أو معلم بعلم من رآه أنه لا خير فيه، فعيل من السجن لقب به الكتاب لأنه سبب الحبس، أو لأنه مطروح كما قيل : تحت الأرضين في مكان وحش، وقيل هو اسم مكان والتقدير ما كتاب السجين، أو محل كتاب مرقوم فحذف المضاف.
﴿ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ ﴾ بالحق أو بذلك.
﴿ الذين يُكَذّبُونَ بِيَوْمِ الدين ﴾ صفة مخصصة أو موضحة أو ذامة.
﴿ وَمَا يُكَذّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ ﴾ متجاوز عن النظر غال في التقليد حتى استقصر قدرة الله تعالى وعلمه فاستحال منه الإِعادة. ﴿ أَثِيمٍ ﴾ منهمك في الشهوات المخدجة بحيث أشغلته عما وراءها وحملته على الإتقان لما عداه.
﴿ إِذَا تتلى عَلَيْهِ ءاياتنا قَالَ أساطير الأولين ﴾ من فرط جهله وإعراضه عن الحق فلا تنفعه شواهد النقل كما لم تنفعه دالائل العقل.
﴿ كَلاَّ ﴾ ردع عن هذا القول. ﴿ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ رد لما قالوه وبيان لما أدى بهم إلى هذا القول، بأن غلب عليهم حب المعاصي بالانهماك فيها حتى صار ذلك صدأ على قلوبهم فعمي عليهم معرفة الحق والباطل، . فإن كثرة الأفعال سبب لحصول الملكات كما قال عليه الصلاة والسلام " إن العبد كلما أذنب ذنباً حصل في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه " والرين الصدأ، وقرأ حفص ﴿ بَلْ رَانَ ﴾ بإظهار اللام.
﴿ كَلاَّ ﴾ ردع عن الكسب الرائن. ﴿ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ﴾ فلا يرونه بخلاف المؤمنين ومن أنكر الرؤية جعله تمثيلاً لإِهانتهم بإهانة من يمنع عن الدخول على الملوك، أو قدر مضافاً مثل رحمة ربهم، أو قرب ربهم.