وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
﴿ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (١٨) ﴾
لما ذكر تعالى أمر ﴿ كتاب الفجار ﴾ [ المطففين : ٧ ]، عقب بذكر كتاب ضدهم ليبين الفرق، و﴿ الأبرار ﴾ جمع بر، وقرأ ابن عامر :" الأبرار " بكسر الراء، وقرأ نافع وابن كثير بفتحها، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي : بإمالتها، و﴿ عليون ﴾ قيل هو جمع على وزن فعل بناء مبالغة يريد بذلك الملائكة، فلذلك أعرب بالواو والنون، وقيل يريد المواضع العلية لأنه علو فوق علو، فلما كان هذا الاسم على هذا الوزن لا واحد له أشبه عشرين فأعرب بإعراب الجموع إذا أشبهها، وهذا أيضاً كقنسرين فإنك تقول طابت قنسرين ودخلت قنسرين، واختلف الناس في الموضع المعروف، ب ﴿ عليين ﴾ ما هو؟ فقال قتادة : قائمة العرش اليمنى، وقال ابن عباس : السماء السابعة تحت العرش، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الضحاك : هو عند سدرة المنتهى، وقال ابن عباس :﴿ عليون ﴾ : الجنة، وقال مكي : هو في السماء الرابعة، وقال الفراء عن بعض العلماء : في السماء الدنيا، والمعنى أن كتابهم الذي فيه أعمالهم هنالك تهمماً بها وترفيعاً لها، وأعمال الفجار في سجين في أسفل سافلين، لأنه روي عن أبيّ بن كعب وابن عباس : أن أعمالهم يصعد بها إلى السماء فتأباها، ثم ترد إلى الأرض فتأباها أرض بعد أرض حتى تستقر في سجن تحت الأرض السابعة، و﴿ كتاب مرقوم ﴾ في هذه الآية خبر ﴿ إن ﴾ والظرف ملغى، و﴿ المقربون ﴾ في هذه الآية : الملائكة المقربون عند الله تعالى أهل كل سماء، قاله ابن عباس وغيره، و﴿ الأرائك ﴾ : جمع أريكة وهي السرر في الحجال، و﴿ ينظرون ﴾ معناه إلى ما عندهم من النعيم، ويحتمل أن يريد ينظر بعضهم إلى بعض، وقيل عن النبي ﷺ :" ينظرون إلى أعدائهم في النار كيف يعذبون "، وقرأ جمهور الناس " تَعرِف " على مخاطبة محمد ﷺ بفتح التاء وكسر الراء " نضرةَ " نصباً، وقرأ أبو جعفر وابن أبي إسحاق وطلحة ويعقوب :" تُعرَف " بضم


الصفحة التالية
Icon