قال مجاهد معناه : طينه الذي يختم به مسك بدل الطين الذي في الدنيا، وهذا إنما يكون في الكؤوس لأن خمر الآخرة ليست في دنان إنما هي في أنهار، وقرأ الجمهور :" ختامه "، وقرأ الكسائي وعلي بن أبي طالب والضحاك والنخعي " خاتمه "، وهذه بينة المعنى : أنه يراد بها الطبع على الرحيق، وروي عنهم أيضاً كسر التاء، ثم حرض تعالى على الجنة بقوله :﴿ وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ﴾، والتنافس في الشيء المغالاة فيه وأن يتبعه كل واحد نفسه، فكأن نفسيهما يتباريان فيه، وقيل هو من قولك شيء نفسي، فكان هذا يعظمه ثم يعظمه الآخر ويستبقان إليه، و" المزاج " : الخلط، والضمير عائد على الرحيق، واختلف الناس في ﴿ تسنيم ﴾ فقال ابن عباس وابن مسعود :﴿ تسنيم ﴾ أشرف شراب في الجنة وهو اسم مذكر لماء عين في الجنة وهي عين يشربها المقربون صرفاً. ويمزج رحيق الأبرار بها، قاله ابن مسعود وابن عباس والحسن وأبو صالح وغيرهم، وقال مجاهد ما معناه : إن تسنيماً مصدر من سنمت إذا عليت ومنه السنام، فكأنها عين قد عليت على أهل الجنة فهي تنحدر، وذهب قوم إلى أن ﴿ الأبرار ﴾ و" المقربين " في هذه الآية لمعنى واحد، يقال : لكل من نعم في الجنة، وذهب الجمهور من المتأولين إلى أن منزلة الأبرار دون المقربين، وأن ﴿ الأبرار ﴾ : هم أصحاب اليمين وأن المقربين هم السابقون، و﴿ عيناً ﴾ منصوب إما على المدح، وإما أن يعمل فيه ﴿ تسنيم ﴾ على رأي من رآه مصدراً، أو ينتصب على الحال من ﴿ تسنيم ﴾ أو ﴿ يسقون ﴾، قاله الأخفش وفيه بعد، وقوله تعالى :﴿ يشرب بها ﴾ معناه : يشربها كقول الشاعر [ أبو ذؤيب الهذلي ] :[ الطويل ]
شربن بماء البحر ثم تصعدت... متى لجج خضر لهن نئيج


الصفحة التالية
Icon